أسمعه من غيري (عن عبد الله)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي القرآن قلت يا رسول الله كيف أقرأ عليك وانما أنزل عليك؟ قال اني اشتهي ان اسمعه من غيري (٢) قال فاستفتحت سورة النساء فقرأت عليه فلما بلغت (فكيف (٣) إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال (٤) نظرت اليه وعيناه تذرفان (٥)(عن ابي هريرة)(٦) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استمع إلى آية من كتاب الله تعالى (٧) كتب له حسنة مضاعفة (٨) ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة (٩)(باب الحث على تعاهد القرآن واستذكاره والنهي عن أن يقول نسيت آية كذا وكذا)(عن عبد الله)(١٠) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بئس مالأحدكم (١١) أو بئسا لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت (١٢) بل هو نسى (١٣) استذكروا القرآن فوالذي نفسي بيده
(تخريجه) (ق والثلاثة) (١) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن ابراهيم عن عبيدة عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٢) قال ابن بطال يحتمل أن يكون أحب أن يسمعه من غيره ليكون عرض القرآن سنة أو ليتدبره ويتفهمه وذلك أن المستمع أقوى من التدبر ونفسه أخلى وأنشط لذلك من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها وهذا بخلاف قراءته صلى الله عليه وسلم على أبي ابن كعب فإنه أراد أن يعلمه كيف أداء القراءة ومخارج الحروف (٣) أي فكيف يصنع هؤلاء الكفرة من اليهود وغيرهم (إذا جئنا من كل أمة بشهيد) يشهد عليهم مما فعلوه وهو نبيهم (وجئنا بك) يا محمد (على هؤلاء) أي أمتك (شهيدا) حال أي شاهد على من آمن بالايمان وعلى من كفر بالكفر وعلى من نافق بالنفاق (٤) يعني عبد الله بن مسعود نظرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعند البخاري (فالتفت اليه) فإذا عيناه تذرفان (٥) بسكون الذال المعجمة وكسر الراء أي سال دمعها لفرط رأفته ومزيد شفقته (تخريجه) (ق وغيرهما) قال النووي وفي حديث ابن مسعود فوائد (منها) استحباب استماع القراءة والاصغاء لها والبكاء عندها وتدبرها واستحباب طلب القراءة من غيره ليستمع له وهو أبلغ في التفهم والتدبر من قراءته بنفسه (وفيه) تواضع أهل العلم والفضل ولو مع أتباعهم والله أعلم (٦) (سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا عباد بن ميسرة عن الحسن البصري عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٧) أي اصغى الى قراءة آية من كتاب الله وافرغ سمعه إلى ذلك بتدبر وخشوع عند السماع (٨) من المعلوم ان الحسنة بعشر أمثالها فقوله مضاعفة يشير إلى الزيادة على ذلك حسب نية السامع وخشوعه عند السماع وتدبر المعاني (٩) فيه اشارة إلى أن الجهر بالقراءة أفضل لأن النفع المتعدي افضل من اللازم ومحله ان لم يخف نحو رياء كما يستفاد من احاديث اخرى (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد قال الحافظ العراقي وفيه ضعف وانقطاع وقال تلميذه الحافظ الهيثمي فيه عباد بن ميسرة ضعفه احمد وغيره ووثقه أي معين مرة وضعفه أخرى (باب) (١٠) (سنده) حدثنا سليمان بن داود حدثنا شعبة عن منصور قال سمعت ابا وائل يحدث عن عبد الله (يعني ابن مسعود) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (١١) بئس كلمة ذم وما نكرة موصوفه (لأحدكم أو بئس ما لأحدهم) أو للشك من الراوي (أن يقول الخ) هو المخصوص بالذم (١٢) أي كذا وكذا وهي كلمة يعبر بها عن الحديث الطويل ومثلها ذيت وذيت قال ثعلب كيت للأفعال وذيت للأسماء (١٣) بضم النون وتشديد السين المهملة مكسورة