(باب ما جاء في الوعيد الشديد لمن نسى القرآن أو بعضه بعد حفظه أو تراآى بقراءته أو تأكل به أو لم يعمل بما فيه)(عن عيسى بن فائد)(١) عن رجل عن سعد بن عبادة قال سمعته غير مرة ولا مرتين يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير عشرة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولا (٢) لا يفكه من ذلك الغل (٣) إلا العدل وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلأا لفى الله يوم يلقاه وهو أجذم (٤)(ز)(وعن عبادة بن الصادمت)(٥) رضي الله عنه عن النبي مثله (عن ابن عباس)(٦)
أربعون يوما لا يقرأ فيها القرآن كما أنه يكره له أن يقرأه في أقل من ثلاثة أيام والله الموفق (باب) (١) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد ثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة الخ (غريبه) (٢) أي مقيدا بالحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه (٣) بضم المعجمة القيد التي جعل في يده وعنقه (٤) قال أبو عبيد الأجذم المقطوع اليد وقال ابن قتيبة الأجذم هاهنا المجذوم وقال ابن الاعرابي معناه انه يلقى الله خالي اليدين عن الخير كنى باليد عما تحويه اليد وقال آخر معناه لقى الله لا حجة له (قال الخطابي) وقد رويناه عن سويد بن غفلة (تخريجه) (د) قال المنذري في اسناده يزيد بن ابي زياد الهاشمي مولاهم الكوفي في كنيته أبو عبد الله ولا يحتج بحديثه وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم عيسى بن فائد روى عمن سمع سعد بن عبادة فهو على هذا منقطع أيضا (٥) (ز) (سنده) حدثنا علي بن شعيب البزار ثنا يعقوب بن اسحاق الحضرمي اخبرني أبو عوانة عن يزيد ابن ابي زياد عن عيسى (يعني ابن فائد) قال وكان أميرا على الرقة عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير عشرة إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يطلقه الحق أو يوبقه ومن تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله وهو أجذم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف اهـ (قلت) في اسناده يزيد بن أبي زياد فيه اختلاف وعيسى بن فائد قال الحافظ في التقريب مجهول وروايته عن الصحابة مرسلة وأورده الحافظ بن كثير في فضائل القرآن وذكر له شواهد تعضده وقال يزيد بن أبي زياد فيه اختلاف لكن هذا في باب الترهيب مقبول والله أعلم لا سيما ان كان له شاهد من وجه آخر كما قال أبو عبيد ثنا حجاج عن ابن جريج قال حدثت عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت على أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت على ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها وقد روى أبو داود والترمذي وابو يعلي والبزار وغيرهم من حديث ابي داود عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت على ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها قال الترمذي غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه وذاكرت به البخاري فاستغربه (قال الحافظ ابن كثير) وقد ادخل بعض المفسرين هذا المعنى في قوله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) وهذا الذي قاله هذا وان لم يكن هو المراد جميعه فهو بعضه فإن الاعراض عن تلاوة القرآن وتعريضه للنسيان وعدم الاعتناء به فيه تهاون كبير وتفريط شديد نعوذ بالله منه (٦) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة