قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرأن القرآن أقوام من أمتي يمرقون (١) من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية (٢)(عن بشير بن أبي عمرو)(٣) الخولاني ان الوليد بن قيس حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون خلف (٤) من بعد ستين سنة (٥) أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا (٦) ثم خلف يقرؤن القرآن لا يعدوا تراقيهم (٧) ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة؟ فقال المنافق كافر به والفاجر يتأكل به (٨) والمؤمن يؤمن به (عن أبي سعيد الخدري)(٩) أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إلى نخلة فقال ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ ان من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت وان من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله ولا يدعو (١٠) إلى شيء منه (عن عمران بن حصين)(١١) قال مر برجل وهو يقرأ على قوم فلما فرغ سأل فقال عمران إنا لله وإنا اليه راجعون اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ القرآن
قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وسمعته أنا من عبد الله بن محمد حدثنا ابو الاحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرأن القرآن الخ (غريبه) (١) أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه (٢) بفتح الراء وكر الميم وتشديد التحتية مفتوحة والمراد الصدي كالحمار الوحشي والغزالة ونحو ذلك والمعنى يخرجون من الدين بفتنة كخروج السهم من الرمية وهؤلاء هم الخوارج الذين خرجوا على علي فقاتلهم حتى قتل أكثرهم (تخريجه) (جه) وأورده الهيثمي وعزاه لأبي يعلي فقط وقال رجاله رجال الصحيح وكأنه غفل عن عزوه للامام احمد والله اعلم (٣) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن حيوة أخبر بشير بن ابي عمرو والخولاني الخ (غريبه) (٤) بفتح المعجمة وسكون اللام والخلف بفتح اللام الصالح وبسكونها الطالع قال مجاهد وقتادة هم قوم في هذه الامة (٥) أي في أول خلافة يزيد بن معاوية فإن معاوية توفى في أول رجب سنة ستين وفي اليوم نفسه استخلف يزيد ومن ذلك الوقت كثر الفساد وسفك الدماء وتفرق الكلمة وهذا من معجزات النبوة (٦) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (فسوف يلقون غيا) أي خسرانا وقال قتادة شرا وقال سفيان الثوري وشعبة ومحمد بن اسحاق عن ابي اسحاق البيهقي عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود (فسوف يلقون غيا) قال واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم (٧) أي لا يجاوز تراقيهم كما في بعض الروايات والتراقي جمع ترقوة وهي عظام بين ثغرة النحر والعاتق والمعنى لا يخلص عن ألسنتهم وآذانهم إلى قلوبهم اي لا تعيه قلوبهم (٨) اي يجعله مهنة يتعيش بها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله ثقات ورواه الطبراني في الأوسط كذلك (٩) (سنده) حدثنا هاشم بن القاسم ثنا ليث قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي الخطاب عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (١٠) هكذا بالأصل (لا يدعو) وجاء عند الحاكم والنسائي بلفظ (لا يرعوى) بوزن لا ينبغي وهو الظاهر ومعنى لا يرعوى أي لا ينكف ولا ينزجر من ارعوى اذا كف وقد ارعوى عن القبيح وقيل الارعواء الندم على الشيء وتركه والله أعلم (تخريجه) (نس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (١١) هذا الحديث والذي بعده تقدما في باب الإجارة