السكينة (١) ووقع فخذه على فخذي حين غشيته السكينة قال زيد فلا والله ما وجدت شيئا قط أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سرى (٢) عنه فقال اكتب يا زيد فأخذت كتفا (٣) فقال اكتب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون) الآية كلها إلى قوله (أجرا عظيما) فكتبت ذلك في كتف فقام حين سمعها ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى فقام حين سمع فضيلة المجاهدين قال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد ممن هو أعمى وأشباه ذلك؟ قال زيد فوالله ما مضى كلامه أو ما هو إلا أن قضى كلامه غشيت النبي صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها كما وجدت في المرة الأولى ثم سرى عنه فقال اقرأ فقرأت عليه (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (غير أولى الضرر)(٤) قال زيد فألحقتها فوالله لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع (٥) كان في الكتف (عن زيد بن أبي حبيب)(٦) ان عبد الرحمن بن شماسة أخبره أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع (٧) إذ قال طوبى للشام (٨) قيل ولم ذلك يا رسول الله؟ قال ان ملائكة الرحمة باسطة أجنحتها عليه
ابن داود أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن خارجة بن زيد الخ (غريبه) (١) يريد ما كان يعرض له من السكون والغيبة عند نزول الوحي (٢) بضم المهملة وتشديد الراء مكسورة أي كشف وزال عند ما يجد من أثر الوحي (٣) الكتف بفتح الكاف وكسر التاء الفوقية عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم (٤) أي غير أولى الزمانة والضعف في البدن والبصر فإنهم يساوون المجاهدين لأن العذر أقعدهم (٥) اي شق كان بالكتف (تخريجه) (د ص عب) قال المنذري في اسناده عبد الرحمن بن أبي الزناد وقد تكلم فيه غير واحد ووثقه الامام مالك واستشهد به البخاري وقد أشار مسلم الى حديث زيد بن ثابت هذا في المتابعة وأخرجه (ق مذ نس) من حديث أبي اسحاق السبيعي عن البراء بن عازب اهـ (قلت) حديث البراء المشار إليه أخرجه أيضا الامام احمد وسيأتي في تفسير قوله تعالى (لا يستوي القاعدون الخ) من سورة النساء (٦) حدثنا يحيى بن اسحاق أنا يحيى بن أيوب ثنا يزيد بن أبي حبيب الخ (غريبه) (٧) الرقاع بكسر الراء مشددة جمع رقعة بضمها وهي الخرقة من الثياب والمعنى أنهم كانوا يجمعون ما كتب من القرآن في هذه الرقاع لقلة القراطيس عندهم (٨) قال في النهاية طربى اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها وأصلها فعلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوا قال (وفيه) طوبى للشام لأن الملائكة باسطة أجنحتها عليها المراد بها وهنا فعلى من الطيب لا الجنة ولا الشجرة اهـ (قلت) وانما خصت الشام بذلك لأن فيها بيت المقدس الذي هو ثالث المساجد التي تشد اليها الرحال ولأنها مهاجر ابراهيم عليه السلام والله اعلم (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب انما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب اهـ (قلت) قال في الخلاصة في ترجمة يحيى بن أيوب وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان قال احمد سيء الحفظ وقال ابو حاتم محله الصدق ولا يحتج به قال صاحب الخلاصة (قلت) قد احتج به الستة توفى سنة ثمان وستين ومائة اهـ (قلت) وفي التهذيب وثقة ابن حبان وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك من طريق يحيى بن أيوب أيضا وقال هذاحديث صحيح على شرط