اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار، ولا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته ولا حاجة إلا قضيتها
بهذا الدعاء المأثور الذي كان الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فيما روى يختم كل صلاة، نبتهل إلى الله في ختام هذا العمل العظيم الذي عكف عليه والدنا الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا رحمه الله ونسأله تعالى أن يتقبله منه، وأن يجعله سببًا لاستجلاب رحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وقد عبر الشيخ رحمه الله في مقدمة الجزء الأول من هذا الكتاب عن رغبته في وضع ترجمة مسهبة لصاحب هذا المسند وراويه الإمام الأجل أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله. فوضعنا الترجمة التالية وإن لم نكن أخص الناس بها أو أقدرهم عليها سالكين فيها الطريقة السلفية التي هي طريقة الكتاب معتمدين على المراجع الأساسية كتاريخ الإسلام للذهبي والمناقب لابن الجوزي والبداية والنهاية لابن كثير وما إلى ذلك. فنقول، وبالله التوفيق.
الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
مولده ونشأته:
هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الذهلي الشيباني المروزي (نسبة إلى مرو) ثم البغدادي. قدم به أبوه من مرو وهو حمل فوضعته أمه في بغداد وتوفي أبوه وهو ابن ثلاث سنين. قال صالح بن الإمام أحمد "قال لي أبي ولدت في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة قال صالح وجيء بأبي حمل من مرو فتوفي