شيخُنا عبدُ الجليلِ ابنُ شيخِنا الشيخِ أبي المواهبِ محمد بنِ الشيخِ عبدِ الباقي بنِ عبدِ القادرِ بنِ إبراهيمَ بنِ عمرَ بنِ محمد الحنبليُّ الشهيرُ جدُّه بابنِ البدرِ وابنِ فقيهِ فصّة، ذو الفهمِ السليم، والمنطقِ القويم، القليلُ المثيلِ والنظيرِ بلِ العديم، كانت ينابيعُ المعرفةِ تتفجَّرُ مِن نفثاته، وروائقُ اللطائفِ تُلتقطُ من دراري كلماتِه، ونفائسُ الجواهرِ تُدّخرُ من نثرانِ جواهرِ فؤادِه، وقلائدُ الحِكَمِ تُنظَمُ من قطراتِ مِدادِه، أمّا النحوُ والتصريفُ فهوَ ابنُ مالكٍ وأبو حيّان، وأمّا العروضُ والبلاغةُ فهوَ الخليلُ وشيخُ جُرجان، وأمّا حُسنُ المنطقِ والفصاحةُ فهوَ قُسُّ إيادٍ وسَحبان.
نشأَ في حجرِ أبيه على الأدبِ والصّيانة، وطلبِ العلومِ والدّيانة، لازم دروسَ والدِه الحديثيةَ العامّةَ وغيرَها منَ الفنونِ في صحيحِ البخاريِّ والجامعِ الصغيرِ والكبيرِ للحافظِ السيوطيِّ وغيرِ ذلك، وجَدَّ في الطلبِ والاشتغالِ في عنفوانِ شبابِه، أخذَ النحوَ والبلاغَةَ والأصلَيْنِ عنِ العلامةِ الشيخِ إبراهيم الفتال، وعنِ الفهّامةِ الشيخِ إسماعيل بنِ عليّ الحايك مفتي الحنفية، وعنِ العلامةِ الشيخِ عثمان بنِ محمود القطان، وأجازهُ بما تجوزُ له روايتُهُ وبمؤلفاتِهِ العلامةُ الشيخُ إبراهيم الكوراني نزيلُ المدينةِ المنورة، وكذلك السيدُ محمد بنُ رسول البرزنجيُّ الحسينيّ، ثم لازمَ الإفادةَ والتدريسَ بالجامعِ الأمويِّ في أنواعٍ منَ العلوم.
وله منَ المؤلفاتِ نظمُ الشافيةِ في الصرفِ لابنِ الحاجبِ وشرحُه، وهو