للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشَّهقةَ فأقولُ: قَد خَرجَت نفسُه أو انصدَعَت كبدُه، فلم يزلْ كذلكَ ليلتَه حتى برقَ له الصبحُّ، ثم أصبحَ صائماً.

قالتْ: فدَنوتُ مِنه فقلتُ: يا أميرَ المُؤمنينَ، لِشيءٍ ما كانَ قبلَ الليلةِ ما كانَ مِنكَ؟ قالَ: أجلْ، فدَعيني وشَأني وعليكِ بشأنِكِ، قالتْ: قُلتُ له: أرجو أَن أتعِظَ، قالَ: إذاً أخبِركِ، إنِّي نظرتُ إليَّ فوَجدتُّني قَد وَلِيتُ أمرَ هذه الأُمةِ صغيرَها وكبيرَها أسوَدَها وأحمَرَها، ثم ذكرتُ الغريبَ الضائعَ، والفقيرَ المُحتاجَ، والأسيرَ المفقودَ، وأشباهَهَم في أقاصي البلادِ وأطرافِ الأرضِ، فعَلمتُ أنَّ اللهَ ﷿ سائِلي عَنهم، / وأنَّ محمداً حَجِيجي فيهم، فخِفتُ أَن لا يَثبُتَ لي عندَ اللهِ عُذرٌ، ولا تقومَ لي مع رسولِ اللهِ حُجةٌ، فخِفتُ على نَفسي خَوفاً دمَعَت له عَيني ووَجِلَ له قَلبي، فأنا كُلما ازدَدتُّ لِهذا ذِكراً ازدَدتُّ مِنه وَجلاً، وقَد أخبرتُكِ الآنَ فاتَّعظي الآنَ أو دَعي (١).

تَمَّ الجزءُ

والحمدُ للهِ

وصلَّى اللهُ علي سيِّدِنا محمدٍ النبيِّ وآلِه وصحبِه أجمَعينَ

* * *


(١) هو في «المحاسبة» لابن أبي الدنيا (٩٥).
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (٤٥/ ١٩٧).
ووقع الإسناد عند ابن أبي الدنيا: «عن محمد بن عبيد القرشي عن حماد بن النقد عن محمد بن المنكدر عن عطاء». وفي «سير أعلام النبلاء» (١٣٢) بعد أن ذكر نحوه من طريق أخرى عن عطاء: «وروى حماد بن النضر عن محمد بن المنكدر عن عطاء عنها نحوه». أما عند ابن عساكر فكما هنا. والله أعلم.

<<  <   >  >>