للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْجَبَ اللهُ لَهُ الجَنَّةَ مِنْ أَنَّهُ لَمْ يَتَوَضَّأُ قَطُّ إِلَّا صَلَّى (١)، فَلِذَلِكَ كَانَ يَحْمِلُ الْمَاءَ وَالعَنْزَةَ إِلَى مَوْضِعِ التَّبَرُّزِ.

وَفِيهِ دَلِيلُ أَنَّهُ اسْتَنْجَى بِالْمَاءِ.

وَفِيهِ خِدْمَةُ العَالِمِ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (٢): العَنَزَةُ مِثْلُ نِصْفِ الرُّمْحِ، أَوْ أَكْبَرُ شَيْئًا، وَفِيهَا سِنَانٌ مِثْلُ سنَانِ الرُّمْحِ، وَالعُكَّازَةُ نَحْوٌ مِنْهَا.

وَفِي الحَدِيثِ: (فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللهِ بِالعَنَزَةِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ) (٣).

وَاخْتَلَفُوا فِي أَقَلِّ مَا يُجْزِئُ الْمُصَلِّيَ مِنَ السُّتْرَةِ:

فَقَالَ مَالِكٌ (٤): ارْتِفَاعُ ذَلِكَ قَدْرَ عَظْمِ الذِّرَاعِ.

وَقَالَ الثَّوْرِيُّ (٥): قَدْرَ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ، وَيَكُونُ ارْتِفَاعُهَا ذِرَاعًا.

وَلَا يُجِيزُ الخَطَّ فِي الْأَرْضِ فَيُصَلِّيَ إِلَيْهِ غَيْرُ الشَّافِعِيِّ فِي أَحَدٍ قَوْلَيْهِ (٦)، فَإِنَّهُ قَالَ: إِذَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُقِيمُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَرَضَ العَصَا، وَصَلَّى إِلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ خَطَّ


(١) أخرجه البخاري (رقم: ١١٤٩)، ومسلم (رقم: ٢٤٢٨) من حديث أبي هُرَيرة .
(٢) لم أقف عليه في كتاب الغَرِيب له، وينظر: الغريبين للهروي (٤/ ١٣٣٤ - ١٣٣٥).
(٣) أخرجه أبو إسحاق الفزاري في السير (رقم: ١٤٢) ومن طريقه ابن قتيبة في غريب الحديث (١/ ٢٧٢) عن الأوزاعِيِّ عن المطَّلِب بن حَنْطَبٍ قال: (انهَزَم عن رَسولِ الله يوم أحُد .. )، فذكره، وإسنادُه مُرْسَلٌ.
(٤) المدونة (١/ ١١٣)، الذخيرة للقرافي (٢/ ١٥٦)، والتاج والإكليل للمواق (١/ ٥٣٢).
(٥) الأوسط لابن المنذر (٥/ ٨٩)، وينظر: المصنف لعبد الرزاق (٢/ ٩).
(٦) المهذب للشيرازي (١/ ٦٩)، مغني المحتاج (١/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>