للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن إِسْمَاعِيلَ (١) الفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي دَاوُدَ (٢) قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: فِي هَذَا الحَدِيثِ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ سُنةً.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِي بن إِسْمَاعِيلَ: لَمَّا قَرَأَ عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ هَذَا الحَدِيثَ خَتَمَ بِهِ الْمَجْلِسَ، وَقَالَ: هَذَا غَايَةُ حَدِيثٍ.

وَفِي الحَدِيثِ دَلِيلٌ [أَنَّ] (٣) الغَانِمَ قَدْ يُعْطَى مِنْ جُمْلَةِ الغَنِيمَةِ بِوَجْهَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: مِنَ الخُمُسِ.

وَالثَّانِي: مِنَ الْأَرْبَعَةِ الأَخْمَاسِ، لِأَنَّ عَلِيًّا أَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِهِ مِنَ المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ شَارِفًا مِنَ الخُمُسِ يَوْمَئِذٍ، فَدَلَّ أَنَّ مَنْ حَضَرَ الوَقْعَةَ مِمَّنْ لَهُ حَقٌّ فِي الخُمُسِ لَا يَمْنَعُهُ حَقهُ مِنَ الخُمُسِ حَقَّهُ مِنَ المَغْنَمِ، وَلَا حَقُّه مِنَ المَغْنَمِ حَقَّهُ مِنَ الخُمُسِ.

وَفِيهِ دَلِيلٌ أَنَّ الكَلأ مُبَاحٌ لِمَنْ أَخَذَهُ، لأَنَّ الإِذْخِرَ كَلأٌ مُبَاحٌ، وَكَذَلِكَ الْمَاءُ وَالنَّارُ وَالمِلْحُ، وَنَحْوُهَا مِنَ الأَشْيَاءِ الْمُبَاحَةِ، إِذَا مُلِكَ شَيْءٌ مِنْهَا بِالقَبْضِ عَلَيْهِ


(١) ترجمته في "الأنساب" للسمعاني (١/ ١٠٩)، ولقبه: ما مرة كما في نزهة الألباب في الألقاب (٢/ ١٤٧) للحافظ ابن حجر، كان على رأس الثلاثمائة.
(٢) هو الإمام عبدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَان بن الأَشْعَث ابن الحَافِظ أبي داود السِّجستاني من كبار حُفَّاظِ الحَدِيثِ، ولد سنة (٢٣٠) هـ) كان إمام أهل العراق، وقد عَمِيَ في آخر عمره، توفي ببغداد عام (٣١٦ هـ)، من كتبه: "المصاحف" مطبوع و"المسند" و "التفسير": ينظر: "تاريخ بغداد" (٩/ ٤٦٤ - ٤٦٨)، طبقات الحنابلة (٢/ ٥١ - ٥٥)، السير للذهبي (١٣/ ٢٢١).
(٣) ساقطةٌ منَ المخطُوطِ، والاستدراك مِنَ الكَواكِب الدراري للكرماني (١٠/ ١٨٧)، واللامع الصبيح للبرماوي (٧/ ٣٦١)؛ فقد نقلا في هذا الموطن عن قوام السُّنَّة التَّيْمِي .

<<  <  ج: ص:  >  >>