للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَدَلِيلُنَا: رُوِيَ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ خَطَبَ امْرَأَة مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : (اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّه أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا) (١)، يَعْنِي: الْمَوَدَّةَ وَالاِتِّفَاقَ، مَأْخُوذٌ مِنْ إِدَامِ الطَّعَامِ.


= والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ١٥)، وفي شرح المشكل (٥/ ١٢٤)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٩٤)، والبيهقي في الكبرى (٧/ ٩٠) من طرق عن شَرِيك بن عبدِ الله عَن أَبي رَبِيعَة الإِيَادي عن ابن بُرَيْدَة عن أَبيه بريدة بن الحصيب به.
قال الترمذي: "حديثٌ حسنٌ غَرِيب، لا نعرفه إِلَّا من حدِيثِ شَريك".
وقال الحاكم: "صحيحٌ على شرطِ مُسلم!! " كذا قال، وأبو رَبِيعَة الإيَادي لم يُخْرِج لَهُ مُسْلِمٌ. وقال
فيه الحافظ: مَقْبُولٌ، أي: حَيْثُ يُتابَع، وشريكٌ: سَيِّءُ الحِفْظُ كمَا كمَا تَقَدَّم مِرَارًا.
وتابع أبا ربيعة أبو إسحاق السَّبِيعي، فقد أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٣٥٧) من طريق شَرِيك، وقَرَن مَع أبي رَبِيعَة أبا إِسْحاق السَّبِيعي عن ابن بريدة به.
وشريكٌ أيضًا لم يَتَفَرَّد به، فقَدْ تَابَعَه إسرائيلُ بنُ يُونُس: أَخْرَجَه الرُّوياني في مُسْنَده (رقم: ٢٢) عنه عن أبي ربيعة به مثله.
فالحديثُ بهذِهِ الطَّرق يتقَوَّى إلى دَرَجةَ الحَسن والله أعلم.
وله شاهدٌ من حَدِيث جَرِير بن عبد الله: أخرجه مسلم (رقم: ١٤١٥) قَالَ: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ عَن نَظَرِ الفُجَاءَةِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي).
(١) أخرجه عبدُ الرَّزَّاق الصنعاني (٦/ ١٥٦)، وابن أبي شيبة (٤/ ٣٥٥)، وأحمد في المسند (٤/ ٢٤٤ و ٢٤٦)، والترمذي (رقم: ١٠٧٨)، والنسائي (رقم: ٣٢٣٥)، وابن ماجه (رقم: ١٨٦٦)، والدارقطني في السنن (٣/ ٢٥٢ - ٢٥٣)، والدارمي في سننه (٢/ ١٨٠) والبيهقيُّ في الكبرى (٧/ ٨٤) من حديث بكر بن عبد الله المزني عن المغيرة بن شُعْبَة به.
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ.
وصَحَّحه ابن الملَقِّن في البدر المنير (٧/ ٥٠٣ - ٥٠٤)، ولَهُ شاهِدٌ من حَدِيث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أخْرَجه ابن ماجه (رقم: ١٨٦٥)، والدارقطني (٣/ ٢٥٣)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٦٥)، والبيهقي في الكبرى (٧/ ٧٤) من طريق مَعْمَر عن ثابتٍ البُنَاني عن أَنَسٍ به نحوه.
قال الحاكم: صحيحٌ على شَرطِ الشَّيْخين، ولم يُخرجاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>