للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحَدِيثِ أَنَّ الْأَقْرَعَ بنَ حَابِسٍ قَالَ لِعُيَيْنَةَ بن حِصْنٍ: (اسْتَلْطَتُّمْ دَمَ هَذَا الرَّجُل) (١)، أَيْ: اسْتَحْقَقْتُمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمَّا اسْتَحَقُوا الدَّمَ، وَصَارَ لَهُمْ أَلْصَقُوهُ بِأَنْفُسِهِمْ.

يُقَالُ: اسْتَلَاطَ الرَّجُلُ، أَيْ: اسْتَحَقَّ العُقُوبَةَ، وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ كَانَ (يُلِيطُ أَوْلَادَ الجَاهِلِيَّةِ بِمَنْ ادَّعَاهُمْ فِي الإِسْلَامِ) (٢).

وَقِيلَ: مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا الْتَاطَ مِنْهَا بِثَلَاثٍ: شُغْلٌ لَا يَنْقَضِي، وَأَمَلٌ لَا يُدْرَكُ، وَحِرْصٌ لَا يُنَالُ.

يُقَالُ: لَاطَ بِهِ يَلُوطُ وَيَلِيطُ إِذَا أُلْصِقَ بِهِ، وَيُقَالُ لِلشَّيْءٍ إِذَا لَمْ يَوافِقُكَ: هَذَا


= قال أبو بكر ، فذكرته نحوه، وإسنادُهُ صحيح.
(١) لم أقف عليه مُسْنَدًا، وقد ذَكَره الهرويُّ في الغريبين (٥/ ١٧١١) مُعَلَّقا.
وينظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٤/ ٢٧٧)، وغريب الحديث لابن الجوزي (٢/ ٣٣٥).
(٢) أخرجه مالك في الموطأ - رواية الليثي - (٢/ ٧٤٠)، ومن طريقه الشافعي في الأم (٦/ ٢٤٧) والبيهقي في الكبرى (١٠/ ٢٦٣)، وفي السُّنَن الصُّغرى له أيضًا (٩/ ٢٥٩) من طريق يحيى بن سعيد عن سُليمان بن يَسَار عن عُمَر بن الخَطَّاب به نحوه.
وإسنادُه ضَعِيفٌ لانْقِطَاعِه، سُليمان بنُ يَسَار لم يُدْرك عُمَر، وأَوْرَده ابن أبي حاتم في المراسيل (ص: ٤٨).
وأخرجه الشافعي في الأم (٦/ ٢٤٧) ومن طريقه البيهقي في الكبرى (١٠/ ٢٦٣) من طريق أنسِ بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: أَنَّ رَجُلين تداعيا ولدا فَدَعا لَهُ عُمَر القَافَةَ، فقالوا: قد اشتركا فيه، فقال له عُمر: وَالِ أَيُّهُمَا شِئْتَ).
وفيه انقطاعٌ بَيْن يحيى بن عبد الرحمن وَعُمَر، وقد ورد بيانُ هذه الواسطة عند البيهقي في الكبرى (١٠/ ٢٦٣) وهو: عبد الرحمن بن حاطب، وَالِدُ يحيى، قالَ البَيْهَقِيُّ بَعْدَه: "هذا إسنادٌ صحيحٌ مَوصُولٌ".

<<  <  ج: ص:  >  >>