للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَوْلُهُ: (فَيُدَارِسُهُ) أَيْ: يَقْرَأُ مَعَهُ، مِنْ دَرَسْتُ، أَيْ: قَرَأْتُ، وَالْمُدَارَسَةُ تَكُونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَالدَّرْسُ: القِرَاءَةُ عَلَى سُرْعَةٍ وَقُدْرَةٍ عَلَيْهِ، كَأَنَّكَ تَجْعَلُ الشَّيْءَ الَّذِي تَقْرَؤُهُ مُذَلَّلًا لَكَ، لِأَنَّ أَصْلَ الدَّرْسِ هُوَ [ … ] (١) وَالتَّذْلِيلُ، قَالَ سَلَامَةُ بنُ جَنْدَلٍ (٢): [مِنَ البَسِيطِ]

شِيبِ الْمَبَارِكِ مَدْرُوسٍ مَدَافِعُهُ … هَابِي المَرَاغِ قَلِيلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ

قَوْلُهُ: (شِيبِ الْمَبَارِكِ) أَيْ: لَهُ مَبَارِكٌ [ابْيَضَّتْ] (٣) مِنَ الجَدْبِ وَالصَّقِيعِ، (مَدْرُوسٍ مَدَافِعُهُ) أَيْ: قَدْ دَرَسَتْ وَوُطِئَتْ [ … ] (٤) وَدُقَّتْ وَأُكِلَ نَبْتُهَا، وَالدِّرَاسُ: الدِّيَاسُ.

قَالَ ابن مَيَّادَةَ (٥): [مِنَ الرَّجَزِ]

يَكْفِيكَ مِنْ بَعض ازْدِيَارِ الآفَاق … سَمْرَاءُ مِمَّا دَرَسَ ابْنُ مِخْرَاق

(سَمْرَاءُ): حِنْطَةٌ، وَ (دَرَسَ): رَوَّضَ (٦).

وَقَوْلُهُ: (مَوْظُوبٌ) أَيْ: وُظِبَ عَلَيْهِ حَتَّى أُكِلَ مَا فِيهِ.

(هَابِي التُّرَابِ) أَيْ: مُنْتَفِخَ التُّرَابِ لَا يَتَمَرَّغُ فِيهِ بَعِيرٌ، قَدْ تُرِكَ لخَوفِهِ.


(١) خُرُومٌ في المخْطُوط.
(٢) ديوان سَلامة بن جندل (ص: ٢١).
(٣) خُرُومٌ في المخْطُوط، والمثْبَتُ أَنْسَب لِسِيَاق الكَلامِ، وبِهِ فسره الأصمعي كما في المصدر السابق.
(٤) خُرُومٌ في المخْطُوط.
(٥) ديوان ابن ميادة (ص: ٧٥).
(٦) كذا قِيل، وفِي شَرْحِهِ وَجهٌ آخَر ذَكَرهُ في اللالئ في شَرح أمالي القالي (٢/ ٦٥٦)، فَقَوْلُهُ: (سمراء) يُرِيدُ نَاقَتَه، و (ابن مخْرَاق): رَائِضُهَا الَّذِي دَرَّسها أَي: رَاضَهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>