للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَفِعْلٌ: رَاجِعُ إِلَى الإِيمَانِ.

وَالأَدِلَّةُ الَّتِي ذَكَرَهَا أَنَّ الإِيمَانَ يَزِيُدُ وَيَنْقُصُ بِمَحَلٍّ مِنَ القِرَاءَةِ وَالسَّدَادِ لَيْسَ فَوْقَهُ مَحَلٌّ.

وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ (١): سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُيَيْنَةَ: لَا تَقُلْ يَنْقُصُ، فَغَضِبَ وَقَالَ: اسْكُتْ يَا صَبِي!! بَلْ يَنْقُصُ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ.

وَقَوْلُهُ: (مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ) أَيْ: مَا ثَبَتَ فِيهِ (٢)، وَبَقِيَ عَلَى حَالِهِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ.

وَقَوْلُهُ: (بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ) كَأَنَّ ظَاهِرَهُ أَنَّ الإِسْلَامَ مَبْنِيٌّ عَلَى هَذَا، وَإِنَّمَا هَذِهِ الأَشْيَاءُ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الإِسْلَامِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مَا لَمْ يَشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَإِنَّهُ لَا يُخَاطَبُ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ مِنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالحَجِّ.

وَلَوْ قَالَ رَجُلٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَإِنَّا نَحْكُمُ فِي الوَقْتِ بِإِسْلَامِهِ، وَنَقُولُ: إِنَّهُ


(١) أخرجه الحميدي في المسند (٢/ ٥٤٧)، والعَدَنيُّ في الإيمان (ص: ٩٤)، واللَّالكائيُّ في شَرح أصول اعتقَاد أهل السُّنَّة والجماعة (٥/ ٩٦٠)، والصَّابوني في عقيدة السَّلف وأصحاب الحديث (ص: ٦٩)، والآجُرَّي في كتاب الشريعة (٢/ ٦٠٧) - ومن طريقه ابن بَطَّة في الإبانة ص (٧٤١) - من طرق عن الحُمَيدي قال: فذكره.
وأخرجه الخَلَّال في السُّنَّة (٣/ ٥٨٢) من طريق إسْحاق بن مَنْصُور الكوْسَج عن سُفْيان مختصرًا. وقد نقل هذه النُّقول عن ابن التَّيمي الكرمانيُّ في الكواكب الدَّراري (١/ ٧٠) وعزاها إليه.
(٢) نقل هذا التفسير عن ابن التَّيمي الكِرْمانيُّ في الكواكب الدَّراري (١/ ٧٥)، والبِرْماويُّ في اللامع الصَّبيح (١/ ١١٨)، والعينيُّ في عُمدة القاري (١/ ١١٦) ونَسَبُوه لُه.

<<  <  ج: ص:  >  >>