للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسْتِدْلَالُ عُرْوَةَ فِي الحَدِيثِ حَسَنٌ، وَهُوَ حُجَّةٌ فِي طَهَارَةِ الحَائِضِ، وَجَوَازِ مُبَاشَرَتِهَا.

وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ المُباشَرَةَ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ (١) إِنَّمَا أُرِيدَ بِهَا الجِمَاعُ.

قَالَ أَهْلُ العِلْمِ: الْمُبَاشَرَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ:

مُبَاشَرَةٌ فِي الفَرْجِ، وَهُوَ الوَطْءُ، وَذَلِكَ مُحَرَّمٌ فِي حَالِ الحَيْضِ، لِقَوْلِهِ : اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ) (٢).

وَمُبَاشَرَةٌ فِيمَا فَوْقَ الإِزَارِ، وَهُوَ مَا فَوْقَ السُّرَّةِ وَتَحْتَ الرُّكْبَةِ، وَذَلِكَ مُبَاحٌ، لِمَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ سُئِلَ: مَا الَّذِي يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ إِذَا كَانَتْ حَائِضًا؟ فَقَالَ: (مَا فَوْقَ الإِزَارِ) (٣).


(١) سورة البقرة، الآية: (١٨٧).
(٢) أخرجه مسلم (رقم: ٣٠٢) من حديثِ أنَسِ بن مالك .
(٣) أخرجه أبو داود (رقم ٢١٣) من طريق هِشَام بن عَبْدِ الملِك اليزني عن بقيّة عَنْ سَعِيدٍ الأَغْطَش عن عبد الرَّحْمَنِ بن عَائِذٍ عن مُعَاذ بن جبل به مرفوعا، وزاد أبو داود: (والتعفُّف عَنْ ذلِك أَفْضَل)، قال أبو داود: وليس هو - يعني الحديث - بالقَوي.
وقد أعلَّه ابن حزمٍ في المحلى (٢/ ١٨١)، وعبدُ الحقِّ الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٢٠٨) ببقيَّة بن الوَلِيد - وهو كثيرُ التَّدْلِيس عن الضعفاء -، وسَعِيد - ويقال: سَعْدٌ - الأَغْطَش، وهو لين الحديث.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢٠/ ٩٩ - ١٠٠) من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن عبد الرحمن الخزاعي عن عبد الرحمن بن عائذ عن معاذ بن جبل به مرفوعا.
وإسماعيلُ بنُ عيَّاش صدوقٌ في رِوَايَتِه عن أهْلِ بَلَدِه، مُخَلَّطٌ في غَيْرهم، وشَيْخُه هُنَا كُوفيٌّ، فهذه عِلَّةٌ.=

<<  <  ج: ص:  >  >>