للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالضَّرْبُ الثَالِثُ: الْمُبَاشَرَةُ فِيمَا تَحْتَ الإِزَارِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ [وَالرُّكْبةِ] (١)، وَذَلِكَ حَرَامٌ بِدَلِيلِ الخَبَرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا أَذِنَ فِيمَا فَوْقَ الإِزارِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ يَحِلُّ، دَلَّ عَلَى أَنَّ مَا دُونَ الإِزَارِ لَا يَحِلُّ، وَلِأَنَّ وَطْءَ الحَائِضِ فِي الفَرْجِ إِنَّمَا مُنِعَ خَوْفًا مِنْ أَنْ يُصِيبَهُ الأَذَى الَّذِي هُوَ الدَّمُ، وَهَذَا مَعْنَى مَوْجُودٌ فِيهِ إِذَا أَصَابَهَا فِيمَا دُونَ الإِزَارِ لِأَنَّ دَمَ الحَيْضِ يَجْتَمِعُ فِي الرَّحِمِ، ثُمَّ يُرْخِيهِ الرَّحِمُ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهَا، فَرُبَّمَا أَصَابَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الرَّحِمِ، فَيُمْنَعُ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا فِي ذَلِكَ المَوْضِعِ، كَمَا مُنعَ مِنْهُ فِي الفَرَجِ.

وَفي الحَدِيثِ خِدْمَةُ الحَائِضِ زَوْجَهَا.


= وفيه عِلَّةٌ ثَانِيَةٌ: فإن روايةَ عبدِ الرَّحمن بن عائِذٍ عن مُعَاذٍ مُرْسَلَةٌ، قاله أبو حاتم كما في جامع التحصيل للعلائي (ص: ٢٢٣).
وله شواهد عن عائشة: ومَيْمُونَة، وحَكِيم بن حِزَام، وعُمَرَ بن الخَطَّاب .
١ - أمَّا حَدِيثُ عَائِشَة: أخرجه البخاري (رقم: ٣٠٠)، ومسلم (رقم: ٢٩٣).
٢ - وأمَّا حَدِيثُ مَيْمُونَة: أخرجه البخاري (رقم: ٣٠٣)، ومسلم (رقم: ٢٩٤).
٣ - وأما حديثُ حَكِيم بن حزام: أخرجه أبو داود (رقم: ٢١٢) بإسنادٍ صَحِيحٍ.
٤ - وأما حديث عمر بن الخطاب: فقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/ ٢٥٧)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٦٤)، والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ٣٧) من طريق عاصم بن عَمْرو البَجَلِي أَنَّ قَوْمًا أَتُوا عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ فذكره مطولا.
ورِوَايَةُ عاصِمِ بن عَمْرُو عَن عُمَرَ مُرْسَلَةٌ، قاله أَبُو زُرْعَة وغيره، ينظر: جامع التحصيل للعلائي (ص: ٢٠٣).
وأخرجه أحمد في المسند (١/ ١٤)، والطيالسيُّ في مُسندِهِ (رقم ٤٩)، والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ٣٦ - ٣٧) من طريق عاصِم بن عَمْرو البَجَلِي عن أَحَدِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَتُوا عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ فذكره، وإسنادُه ضعيفٌ أيضا لجَهَالة الرَّجل الَّذِي رَوى عنه عَاصم بن عَمرو.
(١) زيادة يقتضيها السِّيَاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>