قال الشيري فإن قيل ما الغالب على الولي في حال صحوه قلنا صده في أداء حقوق الله تعالى ثم رأفته وشفقته على المق في جميع أحواله ثم انبساط رحمته للخلق كافة ثم داوم تحمله عنهم بجميل الخلق وابتداؤه بطلب الإحسان من الله تعالى إليهم من غير التماس منهم وتعلق الهمة بنجاة الخلق وأمنهم والتوقي عن استشعار حقهم عليهم مع قصر اليد عن أموالهم وترك الطمع بكل وجه فيهم وقبض اللسان عن بسطه بالسوء فيهم والتصاون عن شهود مساويهم ولا يكون خصما في الدنيا والآخرة قلت معناه أنه يعفو عن حقوقه في الدنيا فلا يطالبهم بها في الدنيا فلا يبقى له عندهم شيء يطالب به في الآخرة. قال الله تعالى (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) وقال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وروينا في كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني بإسناده عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم قالوا ومن أبو ضمضم يا رسول الله قال كان إذا أصبح قال اللهم إني وهبت نفسي وعرضي لك فلا يشتم من شتمه ولا يظلم من ظلمه ولا يضرب من ضربه