للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طمع الإنسان وجشعه، بما شرع من نظم ووضع من قيود وكلف المسلم من واجبات وحمله من مسؤوليات.

ومن تهذيب الحافز الفردي أن الإسلام قد ربط قلب المسلم المؤمن بالدار الآخرة، ونعيمها وحد بذلك من تعلقه بالدنيا وتهالكه عليها ومن ارتباطه بمادياتها.

المزية الثانية: إتاحة المنافسة بين الأفراد

قالوا: وبإتاحة المنافسة بين الأفراد تتقدم الصناعة ويزدهر الاقتصاد.

ونقول بمنظار إسلامي: هذا صحيح، ولكن إتاحة المنافسة بين الأفراد، دون قيود تمنع الظلم والعدوان والاحتكارات، وحيل السلب والغش، وغير ذلك من أعمال آثمة، قد تتقدم بها النصاعة ويزدهر الاقتصاد، ولكن قد ينجم عنها شرور كثيرة. منها تمكين الأقوياء والمتحالين من استغلال الآخرين، والعدوان على حقوقهم، وتقييد حرياتهم، وإيذائهم بالمضاربات وألوان الاحتكارات، وغير ذلك.

أما نظام الإسلام الاقتصادي فهو يتيح المنافسة الشريفة بين الأفراد، ضمن قيود وضوابط تجلب حسناتها وتدفع سيئاتها.

فالمقدار الخير من هذه الميزة موجود في نظام الإسلام الاقتصادي.

الميزة الثالثة: إتاحة الحرية الاقتصادية

قالوا: وبإتاحة الحرية الاقتصادية تنطلق طاقات الأفراد في مختلف المجالات، ويشمل النشاط الاقتصادي كل جوانب التقدم والازدهار.

ونقول بمنظار إسلامي: هذا صحيح، ولكن إتاحة الحرية الاقتصادية، دون قيود وضوابط تمنع الظلم والعدوان، وتحد من الطمع والجشع، لا بد أن ينجم عنها شرور وأضرار كثيرة، تمس مصالح الأفراد الآخرين، ومصالح الجماعة، ومصالح الدولة، وأحكام شريعة الله، وأسس الدين الاعتقادية.

مع ما تولده من تحاسد وتباغض وتعادٍ وتقاتل وحروب أحياناً ونزعاتٍ

<<  <   >  >>