فقالت فاطمة:
إِنّي لأُعطيهُ وَلا أَبالي ... وَأَوثِرُ اللَهُ عَلى عِيالي
أَمسوا جِياعاً وَهُم أَشبالي ... أَصغَرُهما يَقتُل في القِتال
بَكرُ بَلاءُ يَقتُل في اِغتِيال ... للقاتِل الوَيلُ مَع الوِبال
تَهوى بِهِ النار إِلى سَفال ... مُصَفَّد اليَدَينِ بِالأَغلالِ
لِقَولِهِ زادَت عَلى الأَكيال فأعطى الطعام، وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح فوقف بالباب أسير فاستطعم فقال على:
فاطِمَة بِنتُ النَبِي أَحمَد ... بِنتُ نَبي سَيِّد مُسَوَّد
هذا أَسير للنَبي المُهتَدى ... مُكَبَّل في غُلِّهِ المِقيد
يَشكوا إِلَينا الجوعُ وَالتَشَدُّد ... مَن يُطعِمُ اليَومَ يَجِدُهُ في غَد
عِندَ العَلي الواحِد المُوَحَد ... ما يَزرَع الزارِع سَوفَ يُحصَد
فَأَطعِمى مِن غَير مَن أَو نَكَد ... حَتى تُجازى بِالَّذي لا يَنفَذ
لَم يَبقَ مِمّا جِئتُ غَير صاعٍ ... قَد دُمِيِّت كَفى مَع الذّراع
اِبناى وَاللَهُ مِنَ الجِياع ... أبوهُما بِمُحتَدِّهِ صناع
يَصنَعُ المَعروفُ بِاِبتِداع ... عَبل الذِراعينِ طَويلِ الباعِ
وَما عَلى رَأسي مِن قِناعٍ فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثا لا يذوقون الأكل وقد قضوا نذرهم، أخذ على الحسين، وأقبل لعلى المصطفى وهم يرتعشون كالفراخ من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute