للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣ - أخبرنا القاضي الأجل شمس الدين أبو عبد الله محمد بن هبة الله الشيرازي قراءة عليه ونحن نسمع قيل له أخبركم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قال أخبرنا أبو الحسن الحافظ حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي قال حدثنا يحيى بن أبي طالب الواسطي قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي قال حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال

كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما وهو بالقادسية أن وجه نضلة بن معاوية الأنصاري إلى حلوان العراق فليغيروا على ضواحيها قال فوجه سعد نضلة في ثلاث مئة فارس فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق فأغاروا على ضواحيها فأصابوا غنيمة وسبيا فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي إلى سفح جبل حتى رهقتهم العصر وكادت الشمس أن ⦗٤٩⦘ تغرب قال فألجأ نضلة الغنيمة إلى سفح جبل ثم قام فأذن فقال الله أكبر الله أكبر فإذا مجيب من الجبل يجيبه كبرت كبيرا يا نضلة قال أشهد أن لا إله إلا الله قال كلمة الإخلاص يا نضلة قال أشهد أن محمدا رسول الله قال هو الدين وهو الذي بشرنا به عيسى بن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة قال حي على الصلاة قال طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها قال حي على الفلاح قال أفلح من أجاب محمدا وهو البقاء لأمته قال الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال أخلصت الإخلاص كله يا نضلة فحرم الله بها جسدك على النار

قال فلما فرغ من أذانه قمنا فقلنا من أنت يرحمك الله أملك أنت أم ساكن من الجن أم طائف من عباد الله تعالى أسمعتنا صوتك فأرنا صورتك فإنا وفد الله ووفد رسوله صلى الله عليه وسلم ووفد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فانفلق الجبل عن هامة كالرحى أبيض الرأس واللحية عليه طمران من صوف فقال السلام عليكم ورحمة الله قلنا وعليك السلام ورحمة الله من أنت يرحمك الله قال أنا ذريب بن برثملا وصي العبد الصالح عيسى بن مريم أسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبرأ مما نحلته النصارى فأما إذ فاتني لقاء محمد صلى الله عليه وسلم فأقرئوا عمر مني السلام وقولوا له يا عمر سدد وقارب فقد دنا الأمر وأخبروه بهذه ⦗٥٠⦘ الخصال التي أخبركم بها

يا عمر إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالهرب الهرب إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وانتسبوا في غير مناسبهم وانتموا الى غير مواليهم ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ولم يوقر كبيرهم صغيرهم وترك المعروف فلم يؤمر به وترك المنكر فلم ينه عنه وتعلم عالمهم العلم ليجتذب به الدراهم والدنانير وكان المطر قيظا والولد غيظا وطولوا المنازل وفضضوا المصاحف وزخرفوا المساجد وأظهروا الرشا وشيدوا البناء واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا واستخفوا بالدماء وقطعت الأرحام وبيع الحكم وأكل الربا فخرا وصار الغنى عزا وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه فسلم عليه وركبت النساء السروج. ثم غاب عنا.

قال فكتب بذلك نضلة إلى سعد فكتب سعد إلى عمر فكتب إليه عمر لله أبوك سر أنت ومن معك من المهاجرين حتى تنزل هذا الجبل فإن لقيته فأقرئه مني السلام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى بن مريم عليه السلام نزل ذلك الجبل ناحية العراق قال فخرج سعد رضي الله عنه في أربعة الاف من المهاجرين والأنصار حتى ⦗٥١⦘ نزل بذلك الجبل أربعين يوما ينادي بالأذان في كل وقت فلا جواب.

<<  <   >  >>