للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وماتت أم سلمة في آخر ولاية معاوية (١)، وقال ابن أبي خيثمة: ماتت في ولاية يزيد بن معاوية (٢)، ووَلِيَ يزيد سنة ستين، وعطاء ابن بضع وثلاثين سنة، فَسماعه من أم سلمة غير منكور (٣).

وقد جاء معنى هذا الحديث مسندًا عن أمّ سلمة وغيرها (٤).


(١) أي في سنة ستين؛ لأن معاوية توفي في شهر رجب من هذه السنة. انظر: السير (٣/ ١٦٢)، والإصابة (٩/ ٢٣٤).
(٢) انظر: الإصابة (١٣/ ٢٥٥).
وقال في التقريب (ص: ٧٥٤): "ماتت سنة اثنتين وستين، وقيل: إحدي وستين، وقيل: قبل ذلك، والأول أصح".
قلت: يؤيِّده ما رواه مسلم في صحيحه كتاب: الفتن، باب: الخسف بالجيش الذي يؤم البيت (٤/ ٢٢٠٨ - ٢٢٠٩) (رقم: ٤) من طريق جرير عن عبد العزيز بن رُفيع، عن عبيد الله بن القِبطية قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان علي أم سلمة فسألاها عن الجيش الذي يُخسف به وكان ذلك في أيّام ابن الزبير -وهو أيام يزيد بن معاوية-.
وعلى هذا يكون عطاء قد أدرك من حياة أم سلمة نيفًا وثلاثين سنة، فسماعه منها ممكن جدًّا لا سيما وهما في بلد واحد.
(٣) بل إن سماعه منها متحقق؛ لما رواه الترمذي في السنن كتاب: الأطعمة باب: ما جاء في أكل الشواء (٤/ ٢٤٠) (رقم: ١٨٢٩) من طريق محمد بن يوسف أن عطاء بن يسار أخبره أن أم سلمة أخبرته أنها قرّبت إلى رسول الله جنبًا مشويًّا فذكره، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
فروايته عنها الحديث بصيغة الإخبار دليل على صحة سماعه منها لكن هل سمع منها حديث القُبلة؟ هذا محل نظر، وظاهر رواية عبد الرزاق وأحمد أنه لم يسمعه منها فهو مرسل كما قال ابن عبد البر.
(٤) أخرج الترمذي في السنن كتاب: الصوم، باب: ما جاء في القُبلة للصائم (٣/ ١٠٦) (رقم: ٧٢٧) من حديث عائشة أن النبي كان يقبِّل في شهر الصوم ثم قال: "وفي الباب عن عمر بن الخطاب، وحفصة وأبي سعيد، وأم سلمة وابن عباس، وأنس وأبي هريرة".
وذكر ابن حزم في المحلي (٤/ ٣٣٨، ٣٣٩) مشروعية القُبلة للصائم قال: "رويناه بأسانيد في غاية الصحة عن أمهات الموُمنين: أم سلمة، وأم حبيبة وحفصة، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وعمر بن أبي سلمة، وغيرهم كلهم: عن النبي ". =

<<  <  ج: ص:  >  >>