للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي عبد الله بن كعب الحِمْيَرِي، عن عُمر بن أبي سَلَمَة: أنه سأل النبي أيقبّل الصائم؟ فقال: "سَلْ هذه"، -لأم سلمة- فأَخْبَرتْه أنها تصنعه، فقال: قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، فقال له النبي "والله إنِّي لأتقاكم لله وأخشاكم لي"، خرّجه مسلم (١).

وروي مسروق عن عائشة: "أن النَّبي صنع أمرا فتَرَخَّص فيه، فبلغ ذلك ناسا من أصحابه فكأنّهم كرهوه، وتنزّهوا عنه فخطب فقال: ما بال رجال بلغهم عنّي أمر ترخّصت فيه، فكرهوه وتنزّهوا عنه، فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدّهم له خشية"، خرّج في الصحيحين (٢).

وتقدم نحوُ هذا لأبي يونس، عن عائشة في الصّائم يصبح جنبًا (٣).

وانظر تقبيل الصائم لعائشة أيضًا من طريق عروة (٤)، ومقطوعًا (٥).


= وقال ابن عبد البر في التمهيد (٥/ ١٠٨): "هذا المعنى أن رسول كان يقبِّل وهو صائم، صحيح من حديث عائشة، وحديث أم سلمة، وحديث حفصة، يروي عنهن كلهن وعن غيرهن عن النبي ".
وقال الطحاوي: "جاءت الآثار عن رسول الله متواترة بأنه كان يقبِّل وهو صائم، ثم ساق عدة أحاديث من طرق مختلفة". شرح معاني الآثار (٢/ ٩٠).
(١) أخرجه في الصحيح كتاب: الصيام، باب: بيان أن القبلة في الصوم ليست محرّمة علي من لم تحرّك شهوته (٢/ ٧٧٩) (رقم: ٧٤).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الأدب، باب: من لم يواجه الناس بالعتاب (٤/ ١١٠) (رقم: ٦١٠١)، وفي: الاعتصام، باب: ما يكره من التعمق والتنازع والغلوّ في الدين والبدع (٤/ ٣٦٣) (رقم: ٧٣٠).
ومسلم في صحيحه كتاب: الفضائل، باب: علمه بالله تعالى وشدّة خشيته (٤/ ١٨٢٩) (رقم: ١٢٧)، واللفظ له.
(٣) تقدّم حديثه (٤/ ٨٢).
(٤) تقدّم حديثها (٤/ ٣٤).
(٥) تقدّم حديثها (٤/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>