للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله لا يستحيى من الحق، إذا فسا أحدكم فليتوضّأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهن" (١).

وخرّج ابن الجارود عن خزيمة بن ثابت مرفوعًا: "إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن" (٢).


(١) أخرجه الزمذي في السنن كتاب: الرضاع، باب: ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن (٣/ ٤٦٨) رقم: ١١٦٤) من طريق عيسى بن حطّان، عن مسلم بن سلّام، عن علي بن طلق، وفيه قصة.
قال الترمذي: "وفي الباب عن عمر، وخزيمة بن ثابت، وابن عباس، وأبي هريرة، وحديث علي بن طلق حديث حسن".
قلت: كأنّ الترمذي حسّنه لشواهده، وإلا ففي إسناده مسلم بن سلّام لم يوثّقه غير ابن حبان؛ ولأجله حكم ابن القطان عليه فيما نقله الزيلعي في نصب الراية (٢/ ٦٢) بعدم الصحة، وقال: "إن مسلم بن سلّام الحنفي أبا عبد الملك مجهول الحال"، وكذا حكم عليه بعدم الصحة أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي (٥/ ١١١) وقد قال عنه الحافظ: "مقبول".
قلت: الإسناد وإن كان فيه مقالًا لأجل مسلم بن سلّام هذا إلا أن الجزء الثاني من الحديث "لا تأتوا النساء في أعجازهن" ورد من طريق غير واحد من الصحابة فهو صحيح لغيره.
انظر ترجمة مسلم بن سلّام في: الثقات لابن حبان (٥/ ٣٩٥)، وتهذيب الكمال (٢٧/ ٥١٩)، وتهذيب التهذيب (١٠/ ١١٩)، التقريب (رقم: ٦٦٣١).
(٢) أخرجه في المنتقى (ص: ٢٤٣) (رقم: ٧٢٨) من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أسامة بن الهادي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه به.
وأخرجه من هذا الوجه أيضًا النسائي في السنن الكبرى (٥/ ٣١٦) (رقم: ٨٩٨٢)، وأحمد في المسند (٥/ ٢١٣)، والحميدي في مسنده (١/ ٢٠٧) (رقم: ٤٣٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٤٣)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص: ٢٠٨) (رقم: ٤٦١)، والطبراني في المعجم الكبير (٤/ ٩٧) (رقم: ٣٧١٦) كلهم من طريق سفيان بن عيينة به.
وظاهر هذا الإسناد الصحّة؛ لأن رجاله كلهم ثقات، وقد صحّحه أيضًا الألباني في الإرواء (٧/ ٦٦)، لكن أعلّه بعض الأئمّة والنقّاد بعلّة لا أراها قادحة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>