للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


(١) روى البخاري في صحيحه كتاب: الحج، باب: قول النبي : "العقيق واد مبارك" (١/ ٤٧٤) (رقم: ١٥٣٤) من حديث ابن عباس عن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: "أتاني آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك وقيل عمرة في حجة".
وروى هو أيضًا في الحج، باب: الإهلال عند مسجد ذي الحليفة (١/ ٤٧٦) (رقم: ١٥٤١)، ومسلم في صحيحه كتاب: الحج، باب: أمر أهل المدينة بالإحرام من عند مسجد ذي الحليفة (٢/ ٨٤٣) (رقم: ٢٣) من طريق موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله، أنه سمع أباه يقول: ما أهلّ رسول الله إلا من عند المسجد -يعني مسجد ذي الحليفة-.
فهاتان الروايتان تدلان على أنه أحرم من المسجد الذي بذي الحليفة بعد الصلاة.
وورد عن ابن عمر خلاف هذا، فروى البخاري في صحيحه، كتاب: الوضوء، باب: غسل الرجلين في النعلين، ولا يمسح على النعلين (١/ ٧٤، ٧٥) (رقم: ١٦٦)، ومسلم في صحيحه كتاب: الحج، باب: الإهلال من حيث تنبعث الراحلة (٢/ ٨٤٤) (رقم: ٢٥) من طريق مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر فذكر حديثًا فيه أن عبد الله قال: وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله يُهلُّ حتى تنبعث به راحلته.
وروى مسلم أيضًا في باب: أمر أهل المدينة بالإحرام من عند مسجد ذي الحليفة (٢/ ٨٤٣) (رقم: ٢٤) من طريق موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه قال: "بيداؤكم هذه التي تكذبون على النبي فيها، والله ما أهل رسول الله إلا من عند الشحرة حين قام به بعيره".
قال ابن كثير: "هذا الحديث يجمع بين رواية ابن عمر الأولى وهذه الروايات عنه؛ وهو أن الإحرام كان من عند المسجد، ولكن بعد ما ركب راحلته واستوت به على البيداء، يعني الأرض وذلك قبل أن يصل إلى المكان المعروف بالبيداء". البداية والنهاية (٥/ ١٠٨).
وروى أبو داود في السنن كتاب: المناسك، باب: في وقت الإحرام (٢/ ٣٧٥) (رقم: ١٧٧٤) من حديث أنس أن النبي صلى الظهر ثم ركب راحلته، فلما علا على جبل البيداء أهلّ.
قال ابن عبد البر: "واختلفت الآثار في الموضع الذي أحرم رسول الله فيه لحجته من أقطار ذي الحليفة، فقال قوم: أحرم من مسجد ذي الحليفة بعد أن صلى فيه، وقال آخرون: "لم يحرم إلا من بعد أن استوت به راحلته بعد خروجه من المسجد"، وقال آخرون: "إنما أحرم حين أظلّ على البيداء فأشرف عليها، وقد أوضح ابن عباس المعنى في اختلافهم ".
التمهيد (١٣/ ١٦٨، ١٦٩)، وانظر أيضًا: فتح الباري (٣/ ٤٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>