وهذا إسناد حسن، وابن إسحاق وإن كان مدلِّسًا لكنه صرَّح بالتحديث في هذه الروايات كلّها. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، ونقل تصحيحه أيضًا عن البخاري. وقال ابن خزيمة: "سمعت محمد بن يحيى (هو الذهلي) يقول: "ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا؛ لأنَّ محمد بن عبد الله بن زيد سمعه من أبيه". وقال أيضًا: "وخبر محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، عن أبيه ثابتٌ من جهة النقل؛ لأنَّ ابن محمد بن عبد الله بن زيد قد سمعه من أبيه، ومحمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وليس هو ممّا دلَّسه محمد بن إسحاق". صحيح ابن خزيمة (١/ ١٩٣، ١٩٧). وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٣٣٤) - بعدما ذكر تصحيح البخاري له نقلًا عن الترمذي -: "وصححه أيضًا محمد بن يحيى الذهلي، وابن خزيمة، وابن حبان، والدارقطني، والحاكم، وكأنَّهم صحَّحوه لموافقة ما دلَّ عليه حديث أنس في الصحيحين". وقال في الفتح (٢/ ٩٣): "وإنَّما لم يخرّجه البخاري؛ لأنَّه على غير شرطه". (١) انظر: سنن أبي داود برواية ابن داسة (ل: ٢٣ / ب)، وفي رواية اللؤلؤي المطبوعة (١/ ٣٣٩): "هكذا رواية الزهري .. ". ورواية الزهري عن سعيد بن المسيب أخرجها ابن خزيمة في صحيحه (١/ ١٩٣) (رقم: ٣٧٣) من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: فذكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه بهذا الخبر". والإسناد فيه علّتان: الأولى: الانقطاع؛ لأنَّ سعيد بن المسيب لم يسمع من عبد الله بن زيد. الثانية: أن ابن إسحاق مدلس، وقوله: "ذكر الزهري" في معنى العنعنة. ولأجلهما رجّح الحافظ في الفتح رواية الزهري عن ابن المسيب المرسلة التي رواها عبد الرزاق في =