وهذا إسناد ضعيف جدا، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك كما في التقريب (رقم: ٣٦٨). وقال الترمذي: "هذا حديث لا يصح، لا يعرف إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروه تركه بعض أهل الحديث منهم أحمد بن حنبل". وقال الدارقطني: "قال أبو عبد الرحمن -يعني النسائي-: إسحاق متروك الحديث، أخرجته في مشائخ الليث لئلا يترك من الوسط". وقال البيهقي: "إسحاق بن عبد الله لا يحتج به، إلَّا أن شواهده تقويه والله أعلم". قلت: وخلاصة القول أن الحديث بهذه الشواهد -سوى حديث أبي هريرة- قوي، وهو ما استقر عليه عمل أهل العلم. قال الترمذي: "والعمل على هذا عند أهل العلم". السنن (٤/ ٣٧٠). وقال ابن عبد البر: "وهو حديث مشهور عند أهل العلم بالحجاز والعراق، مستفيض عندهم يُستغنى بشهرته وقبوله والعمل به عن الإسناد فيه، حتى يكاد أن يكون الإسناد في مثله لشهرته تكلّفًا". التمهيد (٢٣/ ٤٣٧). (١) هو سراقة بن مالك بن جُعْشُم -بضم الجيم والمعجمةِ، بينهما عين مهملة- بن مالك بن عمرو بن تيم المدلجي الكناني يكنى أبا سفيان صحابي مشهور من مسلمة الفتح، وهو الذي لحق النبي ﷺ وأبا بكر حين خرجا مهاجرين إلى المدينة، وقصته مشهورة. انظر: الاستيعاب (٢/ ٥٨١)، تهذيب الكمال (١٠/ ٢١٤)، الإصابة (٣/ ٤١)، تهذيب التهذيب (٣/ ٣٩٦). (٢) في الأصل: "سأل"، والصواب المثبت.