واحتج: بما روى عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"الجنازة متبوعة وليست بتابعة ليس معها من يتقدمها".
والجواب: أن أحمد رحمه الله ضعفه، فقال مهنا: سألت أحمد عن حديث أبي ماجد (١) عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنازة: ليس معها من يتقدمها؟ فقال: ليس بصحيح، وضعف أبا ماجد (١) وقال: الحديث حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.
وعلى أنه لو صح فقوله:"الجنازة متبوعة" معناه مقصودة، وأن الناس يمشون لأجلها، وقد يكون الشيء مقصودًا ثم يتأخر عن تابعه، ألا ترى أن الناس إذا شفعوا لرجل تقدموا عليه؟! وكذلك جند السلطان يتقدمون وهم تبع.
وأما قوله:"ليس معها من يتقدمها" معناه: من يتقدمها ويبعد عنها.
واحتج: بما روى البراء - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرنا باتباع الجنائز، واتباعها أن نمشي خلفها.
والجواب: أنه متبع لها، وإن كان أمامها من الوجه الذي ذكرنا فيما قبل.
وجواب آخر: وهو على أصولهم الاحتجاج بمثل هذه الأخبار لا يصح؛ لأن ذلك مما يقع البلوى به، وما هذا سبيله فلا يثبت بخبر الواحد إذا لم ينقل نقلًا عامًا.