كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير»

القسم الأول: الأقوال - "حرف الدال" - ج: 5 - ص: 28

خ، م من حديث ابن عباس (١).

١٢٨/ ١٤١٦٢ - "دَعُوهُ يئن؛ فَإِنَّ الأَنِين اسمٌ من أَسْماءِ اللَّهِ تعالى لِيَسْتريحَ إِليهِ العَلِيل".

الرافعى عن عائشة قالت: دخل علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعندنا عليل يَئِنُّ فقلنا له: اسكت، قال: فذكره (٢).

١٢٩/ ١٤١٦٣ - "دَعُوهُ، وَأَهْرِيقوا على بَوْلِهِ سَجْلا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّما بُعْثتمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ".

حم، خ، د، ن، حب عن أَبى هريرة قال: بال أَعرابى في المسجد، فتناوله الناس، فقال لهم النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكره (٣).

---

(١) الحديث من هامش مرتضى.
وفى فتح البارى شرح صحيح البخارى، كتاب (المغازى) وباب: مرض النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- جـ ٥ ص ١٩٧ ولفظه: قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتد برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجعه فقال: "ائتونى أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا" فتنازعوا ولا ينبغى عند نبى تنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه. فذهبوا يردون عليه فقال: "دعونى فالذى أنا فيه خير مما تدعونى إليه" وأوصاهم بثلاث قال: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم" وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيتها، وقال في النهاية مادة (هجر) ومنه حديث مرض النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قالوا: ما شأنه أهجر؟ ! أى اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام أى: هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض، وهذا أحسن ما يقال فيه ولا يجعل إخبارا فيكون إما من باب الفحش أو الهذيان، والقائل كان عمر ولا يظن به ذلك.
(٢) الحديث في الصغير برقم ٤٢٢٨ للرافعى في تاريخ قزوين عن عائشة، واقتصار المصنف على عزوه للرافعى وحده أمارة لضعفه.
قال المناوى: هذا ومعنى "دعوه يئن" أى: دعوا المريض يستريح بالأنين أى يقول: آه، ولا تنهوه عنه "فإن الأنين اسم من أسماء اللَّه تعالى" أى: لفظ من أسمائه، لكن هذا لم يرد في صحيح ولا حسن، وأسماؤه تعالى توقيفية. وهل يؤاخذ المريض بالتأوه؟ اختلف فيه العلماء، ورجح البعض الرجوع إلى النية، فإذا نوى الراحة من المرض جاز، وإن نوى السخط والتبرم بالقضاء، لا يجوز، انتهى.
وفى الظاهرية ومرتضى (يستريح) بحذف اللام.
(٣) الحديث في فتح البارى جـ ١ ص ٣٣٦ وفيه "أو ذنوبا من ماء" عن أَبى هريرة، وبلفظ "وهريقوا" وبين الحافظ أن رواية البخارى في الأدب "وأهريقوا" و (السجل) بفتح المهملة مشددة وسكون الجيم المعجمة: الدلو الملأى ماء، ويجمع على سجال اهـ نهاية.