للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عَلِقَتْ يَدِي بِعِذَارِهِ وَبِخَدِّهِ ... هَذَا أُقَبِّلُهُ وَذَا أَجْنِيهِ

لَوْ لَمْ تُخَالِطْ زَفْرَتِي أَنْفَاسَهُ ... كَادَتْ تَنِمُّ بِنَا إِلَى وَاشِيهِ

حَسَدَ الصَّبَاحُ اللَّيْلَ لَمَّا ضَمَّنَا ... غَيْظًا وَفَرَّقَ بَيْنَنَا دَاعِيهِ

ولد في شوال، سنة أربع وستين وخمس مئة بقلعة إربل، وهو من بيت كبير، وكان عمه فاضلًا، وهو الذي نقل "نصيحة الملوك" تصنيف حجة الإسلام أبي حامد الغزالي من اللغة الفارسية إلى العربية، فإن الغزالي وضعها بالفارسية، وتوفي بالموصل يوم الأحد، لخمسٍ خلون من المحرم سنة سبع وثلاثين وست مئة، ودفن بالمقبرة خارج باب الجَصَّاصة، وكان مستوفي الديوان بإربل، والاستيفاء بتلك البلاد بمنزلة عَلِيَّة تِلْو الوزارة، ثم بعد ذلك تولى الوزارة في المحرم، سنة تسع وعشرين وست مئة، وشُكرت سيرته فيها - رحمه الله -.

* * *

٣٣٤ - أبو بكر المبارك بن أبي طالب المبارك بن أبي الأزهر سعيد، الملقب: الوجيه، المعروف بابن الدهان، النحويُّ الضريرُ الواسطيُّ: ولد ببلده، ونشأ بها، وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم، ثم قدم بغداد، واستوطنها، وتفقه على مذهب أبي حنيفة بعد أن كان حنبليًّا، ثم شَغَر منصب تدرشى النحو بالنظامية، وشرط الواقف أنه لا يفوض إلا إلى شافعي المذهب، فانتقل الوجيهُ المذكور إلى مذهب الشافعي وتولاه، وفي ذلك يقول المؤيد أبو البركات التكريتي: