للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليه في الأثر، والقاضي هو الحكم العدل الذي لا يجور، ولا يحتاج إلى بينة، فحُملت الوقعة إلى الرشيد، فلم يزل يبكي يومه كلَّه، وبقي أياماً يتبين الأسى في وجهه، وندم الرشيد على ما كان منه في أمر البرامكة، وتحسَّر على ما فرط في أمرهم.

وحكى: أنه وجد تحت فراش يحيى بن خالد البرمكي رقعةٌ فيها:

وَحَقِّ اللهِ إِنَّ الظُّلْمَ لُومُ ... وَإِنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ

تَنَامُ وَلَنْ تَنَمْ عَنْكَ المَنَايَا ... تَقَدَّمْ لِلمَنِيَّةِ يَا نَؤُومُ

إِلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي ... وَعِنْدَ اللهِ تَجْتَمِعُ الخُصُومُ

وأخباره في السخاء والكرم والجود كثيرة مشهورة - رحمه الله، وعفا عنه -.

* * *

٥١٤ - الوزير عون الدين يحيى [بن هُبيرة] بن محمد بن هُبيرة بن سعيد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن جهم بن عمر [و] بن هبيرة، الشيبانيُّ الحنبليُّ، الملقب: عون الدين، وهو من قرية ببلد العراق تعرف بقرية بني أوقر - بالقاف - من أعمال دُجيل، وكان والده من آحادها، ودخل بغداد في صباه، واشتغل بالعلم، وجالس الفقهاء والأدباء، وكان على مذهب الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -، وسمع الحديث، وحصَّل من كل فن طرفًا، وقرأ الكتاب العزيز، وختمه بالروايات، ولازم الكتابة،