للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتعلَّم صناعة الإنشاء، وحدَّث عن الإمام المقتفي لأمر الله أمير المؤمنين وغيره.

وأول ولايته الإشراف، ثم قلد في سنة اثنتين وأربعين كتابه ديوان الزمام، ثم ترقى إلى الوزارة في أيام المقتفي؛ لأسباب يطول شرحها.

وتولى الوزارة يوم الأربعاء، ثالث شهر ربيع الآخر، سنة أربع وأربعين وخمس مئة، وكان لقبه: جلال الدين، فلما ولي الوزارة، لقَّبوه: عون الدين.

وكان عالمًا فاضلًا، ذا رأي صائب، وسريرة صالحة، وكان مكرماً لأهل العلم، يحضر مجلسه العلماء، ويجري من البحث والفوائد ما يكثر ذكره، وصنف كتاب "الإفصاح عن شرح معاني الصحاح"، وهو مشتمل على تسعة عشر كتابًا، وله كتاب "العبادات في الفقه" على مذهب الإمام أحمد، ومصنفات كثيرة مفيدة.

ولما توفي الإمام المقتفي لأمر الله محمد بن المستظهر ليلة الأحد، ثاني عشر ربيع الأول، سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وبويع ولده المستنجد أبو المظفر يوسف، فدخل عليه، وبايعه، وأقره على وزارته، وأكرمه، وكان خائفاً منه أن يعزله، فلم يتعرض له.

ولم يزل مستمراً في وزارته إلى حين وفاته.

ومدحه جماعة من أماثل شعراء عصره، وكان أكثر ما ينشد: