للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٥١٨ - يحيى بن الحسين بن علي بن حمزة بن إبراهيم بن الحسين ابن مطروح (١)، الملقب: جمال الدين: من أهل صعيد مصر، ونشأ هناك، أقام بقُوص مدة، وتنقلت به الأحوال في الخدم والولايات، ثم اتصل بخدمة السلطان الملك الكامل ابن الملك العادل بن أيوب، وكان - إذ ذاك - نائباً عن أبيه للديار المصرية، ثم اتصل بخدمة الملك الصالح ابن الكامل، ولما ملك الديار المصرية، رتبه ناظراً للخزانة، ولم يزل مقربا عنده إلى أن ملك دمشق، فرتب لها نوابا، وكان ابن مطروح في صورة وزيرها، وحسن حاله، وارتفعت منزلته، ثم عزله السلطان عن ولايته، وتغير عليه لأمور نقمها عليه، واستمر مواظب الخدمة مع الإعراض عنه.

ولما مات الملك الصالح بالمنصورة، وصل ابن مطروح إلى مصر، وأقام بها في داره إلى أن مات.

وكانت أدواته جميلة، وخلاله حميدة، جمع بين الفضل والمروءة والأخلاق المرضية، وله ديوان شعر، فمن ذلك قوله:

عَلِقْتُهُ مِنْ آلِ يَعْرُبَ لَحْظُهُ ... أَمْضَى وَأَفْتَكُ مِنْ سُيُوفِ عُرَيْبِهِ


(١) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (٦/ ٢٥٨)، وفيه: "أبو الحسين يحيى ابن عيسى بن إبراهيم".