للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١٦٩ - قاضي القضاة سعد الدين سعد ابن قاضي القضاة شمس الدين محمد الديريُّ الحنفيُّ: شيخ الإسلام، كان إماماً عالماً.

مولده في سابع عشر رجب، سنة ثمان وستين وسبع مئة.

والديري: نسبة إلى قرية بمردا يقال لها: الدّير، وانتهت إليه رئاسة الديار المصرية، وكان والده قاضي قضاتها، وقرره الملكُ المؤيد شيخٌ في مشيخة جامعه الذي أنشأه بباب زويلة، ولما توفي، استقر ولده الشيخ سعد الدين في المشيخة عوضاً عنه، ثم ولي قضاء قضاة الديار المصرية في خامس عشر المحرم، سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة، في أيام الملك العزيز يوسف بن الأشرف برسباي، بوساطة الملك الظاهر جقمق، حين كان المتصرف في المملكة، ثم لما استقر الظاهر جقمق في السلطنة، عظم أمره في أيامه، وعَلَت رتبته، ونفذت كلمته، واستمر في القضاء نحو خمس وعشرين سنة إلى أيام الملك الظاهر خشقدم، ثم ضعف بصره، وطعن في السن، وصار عمره نحو مئة سنة، فعزل نفسَه في أوائل سنة سبع وستين وثمان مئة، وولى عوضه قاضي القضاة محب الدين محمد أبو الفضل بن الشحنة، فعظُم ذلك على قاضي القضاة سعد الدين، وشقَّ عليه.

ثم توفي بعد مدة يسيرة في ليلة الجمعة، عاشر شهر ربيع الآخر


=في شهر ربيع الأول، وقيل: سنة سبع وأربعين، وقيل: سنة تسع وأربعين - رحمه الله تعالى - ".