للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُشركوا بي ما لم أُنَزِّلْ به سُلْطانًا، وإنَّ الله نَظَرَ إلى أهلِ الأَرضِ فَمَقَتَهُمْ، عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُم، إِلَّا بَقَايا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، وقال: إِنَّما بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيكَ وأَبْتَلِي بِكَ، وأَنْزَلْتُ عليك كِتابًا لا يَغْسلُهُ الماءُ، تَقْرَؤُهُ نَائمًا ويَقْظَانَ، وإنَّ اللهَ أَمَرَني أنْ أُحرِّقَ قُرَيْشًا، فقلت: [ربِّ] إذًا يَثْلغُوا رَأْسي، فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً، قال: اسْتَخْرجْهُم كما أَخْرَجوكَ، واغْزُهُم نُغْزك (١) وأنْفِقْ فسَنُنْفِقْ عليك، وابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَث خَمْسَةً مِثْلَهُ، وقاتِلْ بمن أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، قال: "أَهلُ الجَنَّةِ ثلاثة: ذو سُلْطان مُقْسِطٌ متَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، ورَجُلٌ رَحيمٌ رَقيقُ القلبِ لكُلِّ ذي قُرْبى، ومسْلِمٌ عفيفٌ مَتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، وأهلُ النَّارِ خمسةٌ: الضعيفُ الذي لا زَبْرَ لَهُ الذِّين هُمْ فيكم تَبَعًا لا يتْبَعُون أَهلًا ولا مَالًا، والخائِنُ الذي لا يخفى له طَمَعٌ، وإِنْ دَقَّ إِلَّا خانَهُ، ورَجُلٌ لا يُصْبِحُ ولا يُمْسي إلَّا وهو يُخَادعكَ عن أَهلِكَ ومالِك" وذكر البُخلَ أو الكَذِبَ، والشِّنْظِيرُ: الفَحَّاشُ. رواه مسلم.

وزاد في رواية: "وإنَّ الله أوحى إليَّ أن تَوَاضَعُوا حتى لا يَفخَرَ أحدٌ على أحدٍ ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ (٢).

١٤٣٢ - عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عزَّ وجل أنه قال: "يا عِبادى إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسي، وجَعلتُه بينَكُم مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَموا، يا عبادي كُلُّكُمْ ضالٌّ إلَّا من هَدَيْتَهُ فاستَهْدُوني أَهْدِكُم، يا عبادِي كُلُّكُم جَائع إلَّا من أَطْعَمْتُهُ، فاسْتَطْعِمُوني أُطْعِمْكُم، يا عبادِي كُلُّكُم عَارٍ إلَّا من كَسَوتهُ، فاسْتَكْسوني أكْسُكُم، يا عبادي إنكم تُخْطِئون بالليل والنهار، وأنا أغْفِرُ الذُّنُوب جميعًا، فاسْتَغْفِرونِي أغْفِر لكم، يا عبادي إنكم لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّوني، ولن تَبلُغُوا نَفْعي فَتَنْفَعُوني،


(١) في الأصل: نعنك.
(٢) رواه مسلم رقم (٢٨٦٥) في الجنة: باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>