للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"نعم إن شِئْتَ" فاتَّحدا، ودعا نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - إلههُ العزيز الحكيم أن يُعِينَهُ على رُكَانَةَ ودعا ركانَةُ الْلَّاتَ والعْزّى: أَعِنِّي اليَوْمَ على محمد، فَأَخَذَهُ الْنبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فصَرَعَهُ، وجلس على صَدْرِهِ، فقال رُكَانَةُ: قم فلستَ أَنْتَ الَّذي فعلتَ بي هذا، إِنَّما فعله إلَهُكَ العزيزُ الحكيم وخذلت الْلات والعزى، وما وضع أَحد جَنْبِي قبلكَ، فقال له رُكَانَةُ: عد، فإن أَنْتَ صَرَعْتَني، فَلَكَ عَشْرَةٌ أُخرى تَخْتَارُها، فأخذه نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا كُلُّ واحد منهم إلهَهُ كما فعلا أول مرة، فصرعه نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلس على كَبدِهِ، فقال له رُكَانَةُ: [قم] فلَسْتَ أنتَ الَّذِي فعل بي هذا، إنَّما فعله إلَهُكَ العزيزُ الحكيم، وخذلت اللَّات والعُزَّى، وما وَضَعَ أَحَدٌ جنبي قَبْلَكَ، فقَال لهُ ركانةُ: عد فإن أنت صرعتني، فلَكَ عَشْرَةٌ أُخرى تختارها، فأخذهُ نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - الثَّالِثَةَ، ودعا كُلُّ واحدٍ منهما إلَهَهُ، فصرعَه نَبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -[الثالثة]، فقال له ركانة: لْستَ أَنتَ الَّذي فَعلتَ بي هذا وإِنَّمَا فعَلهُ العَزيزُ الحكيمُ، وخذلت اللَّات والعُزَّى، فدُونَكَ ثلاثين شاةً من غنمي فاخترها، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما أُرِيدُ ذلك، ولكن أدعوك إلى الإسلام يا ركانة، وأتعس بك أنْ تَصِيرَ إلى النَّارِ، إِنَّكَ إن تُسْلِم تَسْلَم" فقال [له ركانة]: لا، إلا أن تُرِيَني آيَةً، فقال له نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُ عليك شَهيد إِنْ أنا دعوتُ ربي فأريتُكَ آيةً لتجيبَني إلى ما أَدْعُوكَ إليه؟ " قال: نعم وقريبًا منهم شجرة سمر، ذات فروع وقضبان، فأَشَارَ إليها نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لها: "أَقْبلي بإذْنَ اللهِ"، فانْشَقَّت باثنَتَيْن، فَأَقْبَلَتْ على نِصْفِ ساقها وقُضبانها وفروعها، حتى كانت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين رُكانة، فقال له رُكانَةُ: أَرَيتَني عظيمًا، فمُرْها فلْتَرْجِع، فقال له نبيُّ الله: ["عليك الله] شهيد إِنْ أنا دعوتُ رِبِّي عز وجل أَمرْتها فرجعت [أَتُجيبني إلى ما أَدْعُوكَ إليه؟ " قال نعم، فأمرها فرَجَعَتْ] بقُضْبانِها وفُروعِها حتَّى الْتَأَمَتْ بشِقِّها، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَسْلِمْ تَسْلَمْ" فقال له ركانة: ما بي إِلَّا أَنْ أَكونَ رأيتُ عظيمًا، ولكني أَكْرَهُ أن تَتَحدَّثَ نِسَاءُ المَدِينَةِ وصِبيانُهُم أني أَجَبْتُكَ لرُعْبٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>