رحمه الله تعالى: جميع ما بنت عليه العرب أركانها في النسب عشر طبقات.
أولهن: جذم النسب، إما إلى عدنان، وإما إلى قحطان، فهما جماع نسب العرب. والجذم: القطع، وذلك لما كثر الاختلاف في عدد الآباء وأسمائهم فيما فوق ذلك على العرب، قطعوا ذكرهم، واقتصروا على ذكر ما دونهما لاجتماعهم على صحته، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما انتسب إلى عدنان:"كذب النسابون" أي فيما فوق ذلك، لتطاول العهد.
والطبقة الثانية: الجمهور والتجمهر: الاجتماع والكثرة، ومنه قولهم: جماهير العرب، أي: جماعتهم، ومنه: ترجمة مجموع لغة العرب: الجمهور: وجمهرة الأنساب، أي: مجموعها.
وشعب: وهو الذي يجمع القبائل، ويتشعب منه.
والطبقة الرابعة: القبيلة، وهي التي دون الشعب، وهي التي تجمع العمائر، سميت قبيلة لتقابل بعضها ببعض، واستوائها في العدد.
والطبقة الخامسة: العمائر، واحدها عمارة، وهي التي تجمع البطون.
والطبقة السادسة: وهي البطون، واحدها بطن، وهي التي تجمع الأفخاذ.
والطبقة السابعة: الأفخاذ واحدها فخذ، وهو أصغر من البطن، والفخذ يجمع العشائر.
والطبقة الثامنة: العشائر، واحدها: عشيرة، وهم: القوم الذين يتعاقلون إلى أربعة آباء، سميت بذلك لمعاشرة الرجال آباءهم. قال الله تعالى:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤] فدعا عليًا قريش إلى أن اقتصر على عبد مناف، ومن ها هنا جرت السنة بالمعاقلة إلى أربعة آباء.