للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الملك لم تبكه فقال لها الوليد ما يمنعك من البكاء على أمير المؤمنين ولا مصيبة أجل من فقده قالت وما أقول له إلا أن أسأل الله أن يحييه ويزيد في سلطانه حتى يقتل أخاً لي آخر قال إي والله لقد كسرنا ثناياه وقتلناه فقالت قد علمت من شقة استه بالسيف قال الحقي بأهلك قالت الذ من الرفاء والبنين وقال المدائني تزوج مروان بن الحكم أم خالد بن يزيد بن معاوية فقال مروان ذات يوم وأراد أن يقصر به في شيء جرى بينهما يا ابن الرطبة فقال له خالد أمين مختبر وأتى خالد أمه فأخبرها الخبر وقال أنت صنعت بي هذا وأنشدها هجاء هجى بها فيها:

أما رأيت خالداً يهمه ... إن سلب الملك ونيكت أمه

فقالت له دعه فإنه لا يقولها بعد اليوم فدخل عليها مروان فقال أخبرك خالد بشيء قالت يا أمير المؤمنين هو أشد لك تعظيماً من أن يذكر شيئاً جرى بينك وبينه فلما أمسى وضعت على وجهه مرفقة وقعدت عليه هي وجواريها حتى مات فأراد عبد الملك قتلها وبلغه رضخ من فعلها فقالت له أما أنه لشد عليك أن يعلم الناس جميعاً أن أباك قتلته امرأة فكف عنها وكانت ام خالد بنت أبي هاشم من ولد عتبة بن ربيعة وقال المدائني لما كبر يزيد ومروان ابنا عبد الملك من عاتكة بنت يزيد بن معاوية قال لها عبد الملك إن ابنيك قد بلغا فلو أشهدت لهما بميراثك من أبيك كانت لهما فضيلة على سائر أخواتهما فقالت اجمع لي شهوداً من مواليّ ومواليك قال فجمعهم وادخل معهم روح بن زنباع الجذامي وكانت بني أمية تدخله على نسائها مداخل مشائخها وأهلها وقال له رغبها فيما صنعت وحسنه لها وأخبرها برضائي عنها فدخل عليها فتكلم ثم قال ما قاله عبد الملك فقالت يا روح أتراني أخشى على ابني العيلة وهما ابنا أمير المؤمنين أشهدتك اني تصدقت بمالي على فقراء آل بني سفيان قال فخرج القوم وأقبل روح يجر رجليه فلما نظر عبد الملك قال أما أنا فأشهد أنك قد أقبلت بغير الوجه الذي أدبرت فيه قال يا أمير المؤمنين اني تركت معاوية بن أبي سفيان في الديوان جالساً يريد أن عاتكة كجدها معاوية في الدهاء وأخبره الخبر قال فغضب عليها عبد الملك وتوعدها فقال له روح

<<  <   >  >>