للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودليل الأولى ما روى سعيدٌ عن [ابن] (١) الأقمر (٢) قال: «أغارت الخيل على الشام فأدركت العِراب من يومها، وأدركت الكَوادن (٣) ضحى الغد، وعلى الخيل رجلٌ من هَمْدان يقال له المنذر بن [أبي حمصة] (٤) فقال: لا أجعل الذي أدركت من يومها مثل الذي لم تدرك، فقال عمر: هَبِلَت الوادِعيَّ أمُّه (٥)، أمضوها على ما قال» (٦)، وروى الجوزجاني بإسناده عن أبي موسى أنه كتب إلى عمر بن الخطاب : «إنا وجدنا بالعراق خيلًا عِراضًا دُكًّا (٧)، فما ترى يا أمير المؤمنين في سهامها؟ فكتب: تلك البراذين، فما قارب العَناق منها فاجعل له سهمًا واحدًا


(١) في نسخة المخطوط (أبي)، والصواب المثبت كما سيأتي في ترجمته.
(٢) ابن الأقمر هو: كلثوم بن الأقمر الوادعي، كوفي ثقة، روى عن جماعة من الصحابة، أثبت ذلك ابن المنذر في الأوسط ١١/ ١٥٥. ينظر: التاريخ الكبير ٧/ ٢٢٦، والثقات ٥/ ٣٣٦، ولسان الميزان ٤/ ٤٨٩. وقيل: هو أبو الوازع علي بن عمرو الهمداني، كوفي ثقة، وقيل: هو وكلثوم واحد، والله أعلم. ينظر: تهذيب التهذيب ٧/ ٢٥٠، وتهذيب الكمال ٢٠/ ٣٢٣.
(٣) الكوادن: جمع كودن، وهو البغل. ينظر: لسان العرب ١٣/ ٣٥٦.
(٤) في نسخة المخطوط (أبي خميصة)، وقد أثبت ما في الصلب لما قال ابن حجر في الإيثار بمعرفة رواة الآثار ص ١٧٨: «والمعروف المنذر بن أبي حمصة الوادعي، كان من أمراء الجيوش في عهد عمر، روى عنه الشعبي، ذكر ذلك البخاري، وهو الذي ذكر عنه الشافعي وسعيد بن منصور من طريق علي بن الأقمر أن المنذر كان على الخيل لما أغارت على الشام فأدركت الخيل .. - وذكر الأثر -».
(٥) هبلت الوادعي أمه: هي كقولهم ثكلت الوادعي أمه، وقد ورد الثكل فيما أخرجه ابن أبي شيبة كما سيأتي، قال الخطابي في غريب الحديث ٢/ ٩٧: «لفظه لفظ الدعاء عليه، ومعناه المدح والتقريظ، ويقع ذلك في كلامهم على وجهين، أحدهما: للمدح، والآخر: للحض والتحريض». ينظر: النهاية في غريب الحديث ٥/ ٢٣٩.
(٦) أخرجه سعيد بن منصور في سننه ٢/ ٣٢٧، كما أخرج الأثر عبدالرزاق في مصنفه ٥/ ١٨٣، وابن ابي شيبة ٦/ ٤٩٠، وقال ابن حجر في الإيثار ص ١٧٨: «ورجاله ثقات، لكنه منقطع إلا إن كان علي بن الأقمر أدرك المنذر فحمل عنه فيكون متصلًا».
(٧) دكًّا: هي الخيل عريضة الظهر. ينظر: تهذيب اللغة ٩/ ٣٢٤، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٢/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>