للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان علقمة لا يرى نقض الوتر، وهكذا مذهب النخعيّ، وطاوس، وأبي مِجْلَز، وبه قال مالك، والأوزاعيّ، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور. انتهى كلام ابن المنذر -رحمه اللَّه تعالى- باختصار (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: المذهب الراجح عندي مذهب أكثر أهل العلم، وهو عدم نقض الوتر، إذ لا دليل عليه، كما قرره ابن المنذر -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وأن من صلى الوتر قبل النوم، ثم استيقظ بعد النوم صلى ركعتين ركعتين، وأما احتجاج القائلين بنقض الوتر بحديث "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا"، فالجواب عنه أن الأمر فيه ليس للإيجاب، وإنما هو للاستحباب، بدليل أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - كان يصلي بعد الوتر ركعتين جالسًا، فإنه يدلّ على أن الأمر المذكور للاستحباب، لا للإيجاب، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٣٠ - بَابُ وَقْتِ الْوِتْرِ

١٦٨٠ - أَخْبَرَنَا (٢) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ, قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ, عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -؟ , فَقَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ, ثُمَّ يَقُومُ, فَإِذَا كَانَ مِنَ السَّحَرِ أَوْتَرَ, ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ, فَإِذَا (٣) كَانَ لَهُ حَاجَةٌ, أَلَمَّ بِأَهْلِهِ, فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ, وَثَبَ, فَإِنْ كَانَ جُنُبًا, أَفَاضَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ, وَإِلاَّ تَوَضَّأَ, ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدم في -١٧/ ١٦٤٠ - وتقدم شرحه، والكلام على المسائل المتعلّقة به هناك، فراجعه تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.


(١) - "الأوسط" ج ٥ ص ١٩٦ - ٢٠٠.
(٢) - وفي نسخة "حدثنا".
(٣) - وفي نسخة "فإن كان".