للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومحل الشاهد قول الصحابة - رضي اللَّه تعالى عنهم -: "وإن لنا الخ" حيث فهموا من ذكر النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - هذه القصّة أنهم لو عملوا بمثل عمله يؤجرون مثل أجره، فاستثبتوا ذلك منه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فأقرّهم على فهمهم، وأوضح لهم بأن لهم في كلّ حيون ذات كبد رطبة أجرًا، وإلا لقال لهم: إن هذه الحكاية ليست لكم، وإنما هي لمن كان قبلكم فقط، فليُتنبه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٤٨ - (بَابَ الصَّدَقَةِ مِنْ غُلُولٍ)

٢٥٢٤ - (أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -وَهُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ …

قَالَ: وَأَنْبَأَنَا (١) إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ -وَهُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ- قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, -وَاللَّفْظُ لِبِشْرٍ- عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ-, لَا يَقْبَلُ صَلَاةً, بِغَيْرِ طُهُورٍ, وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، سوى شيخيه، وهما ثقتان. و"أبو الْمَلِيح" -بفتح الميم-: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد الهذليّ، ثقة [٣] ١٠٤/ ١٣٩. و"أبوه": هو أسامة بن عُمير، أو عامر بن حُنيف بن ناجية صحابي تفرد ابنه بالروية عنه، تقدم في ١٠٤/ ١٣٩.

والحديث صحيح، وقد تقدّم للمصنّف -رحمه اللَّه تعالى- في "أبواب الطهارة، في- "باب فرض الوضوء" -١٠٤/ ١٣٩ - رواه عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن قتادة به، وتقدّم هناك شرحه مستوفًى، وكذا الكلام على مسائله، فراجعه تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.

فقوله: "الذرّاع" بصيغة المبالغة، وفي "التهذيبين"، و"الخلاصة"، و"التقريب" نسخةِ أبي الأشبال "الذارع" بصيغة اسم الفاعل، وهو اسم لمن يَذرَع الثياب والأرض، كما في "لبّ اللباب" ج١ ص ٣٣٥. فما وقع في النسخة الهندية من قوله: "الزّرّاع" بالزاي بدل الذالّ المعجمة، فتصحيف. فتنبّه.


(١) - وفي نسخة: "وأخبرنا"، وفي أخرى: "حدثنا".