قال الحافظ: وقال ابن حبان في الثقات: مات في عشر ذي الحجة سنة خمس أو ست وتسعين، وذكر الأثرم عن أحمد بن حنبل، أن حفصا كان يدلس، وقال العجلي: ثبت فقيه البدن، وقال أبوجعفر محمَّد بن الحسين البغدادي: قلت لأبي عبد الله: من أثبت عندك: شعبة، أو حفص بن غياث؟ يعني في جعفر بن محمَّد، فقال: ما منهما إلا ثبت، وحفص أكثر رواية، والقليل من شعبة كثير، وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا كثير الحديث يدلس.
وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: كان حفص بآخره دخله نسيان، وكان يحفظ، ومما أنكر على حفص حديثه عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر:"كنا نأكل ونحن نمشي"، قال ابن معين: تفرد، وما أراه إلا وهم فيه، وقال أحمد: ما أدري ماذا؟ كالمنكر له، وقال أبو زرعة: رواه حفص وحده، وقال ابن المديني: انفرد حفص نفسه بروايته، وإنما هو حديث أبي البزري، وكذا حديثه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه "من أقال مسلما عثرته" الحديث، قال ابن معين: تفرد به عن الأعمش، وقال صالح بن محمَّد: حفص لما ولي القضاء جفا كُتُبَه، وليس هذا الحديث في كتبه. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ليس هذا الحديث (١) قال ابن عدي: وقد رواه عن حفص يحيى بن معين، وزكريا بن عدي، وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: في حديث حفص عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، مرفوعا "خمروا وجوه موتاكم" الحديث هذا خطأ، وأنكره، وقال: قد حدثناه حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء مرسلا، اهـ تهذيب التهذيب جـ ٢/ ص ٤١٥ - ٤١٨. وفي "ت" ثقة فقيه، تغير حفظه قليلا في الآخر [٨].
(١) هكذا نسخة تهذيب التهديب فيها بياض في هذا الموضع، والله أعلم.