للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨٠ - (إَذَا ضَحِكَ الْمُحْرِمُ، فَفَطِنَ الْحَلَالُ لِلصَّيدِ، فَقَتَلَهُ، أَيَأْكُلُهُ، أَمْ لَا؟)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: "أيأكله" الضمير للمحرم، لا للحلال، والمعنى أنه إذا رأى المحرم الصيد، فضحك منه، لا ليدل الحلال عليه، بل تعجّبًا منه حيث ظهر له في وقت لا يستطيع أن يصطاده فيه، فانتبه الحلال، والتفت، فرأى الصيد، فقتله، فهل يأكل ذلك المحرم من ذلك الصيد، أم يحرم عليه أكله؛ لكون الحلال تفطّن له بسبب ضحكه؟، والجواب أنه يجوز أن يأكل منه؛ لحديث قصّة أبي قتادة - رضي اللَّه عنه - المذكور في الباب. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٨٢٥ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ, عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ, قَالَ: انْطَلَقَ أَبِي, مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ, فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ, وَلَمْ يُحْرِمْ, فَبَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَصْحَابِي, ضَحِكَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ, فَنَظَرْتُ, فَإِذَا حِمَارُ وَحْشٍ, فَطَعَنْتُهُ, فَاسْتَعَنْتُهُمْ, فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي, فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ, وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ, فَطَلَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أُرَفِّعُ فَرَسِي شَأْوًا, وَأَسِيرُ شَأْوًا, فَلَقِيتُ رَجُلاً مِنْ غِفَارٍ, فِي جَوْفِ اللَّيْلِ, فَقُلْتُ: أَيْنَ تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -؟ , قَالَ: تَرَكْتُهُ, وَهُوَ قَائِلٌ بِالسُّقْيَا, فَلَحِقْتُهُ, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ أَصْحَابَكَ يَقْرَءُونَ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ, وَإِنَّهُمْ قَدْ خَشُوا (١) , أَنْ يُقْتَطَعُوا دُونَكَ, فَانْتَظِرْهُمْ, فَانْتَظَرَهُمْ, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنِّي أَصَبْتُ حِمَارَ وَحْشٍ, وَعِنْدِي مِنْهُ, فَقَالَ لِلْقَوْمِ: «كُلُوا» , وَهُمْ مُحْرِمُونَ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح. و"خالد": هو ابن الحارث الْهُجَيْميّ البصريّ الحافظ الثبت. و"هشام": هو ابن أبي عبد اللَّه الدستوائيّ البصريّ الحافظ الحجة. والسند مسلسل بالبصريين، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، ورواية الابن، عن أبيه. واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: "انطلق أبي" هكذا ساقه مرسلاً هنا، وقد وصله في الرواية التالية، من طريق معاوية بن سلّام، عن يحيى، فقال: "أخبرني عبد اللَّه بن أبي قتادة، أن أباه أخبره، أنه


(١) -بضم الشين المعجمة، كما سيأتي ضبطه، فما وقع في النسخة المطبوعة من ضبطه بالقلم بفتح الشين، فغلط، فليُتنبّه.