قال الحافظ: ورواية عيسى بن عامر المتقدمة أن حميدًا إنما سمع من أنس أحاديث قول باطل، فقد صرح حميد بسماعه من أنس بشيء كثير، وفي صحيح البخاري من ذلك جملة، وعيسى بن عامر ما عرفته، وحكاية سفيان عن درست ليس بشيء، فإن درست هالك، وأما ترك زائدة حديثه فذاك لأمر آخر، لدخوله في شيء من أمور الخلفاء. اهـ تهذيب التهذيب جـ ٣/ ص ٣٨ - ٤٠. وفي "ت" ثقة مدلس [٥].
٥ - وأما (بكر بن عبد الله المزني)، ٦ - و (ابن المغيرة بن شعبة)، ٧ - وأبوه (المغيرة) فقد تقدموا في السند السابق.
لطائف الإسنادين
أما الإسناد الأول: ففيه من اللطائف أنه من سباعياته، وأن رواته كلهم ثقات، وقد خرج أحاديثهم الستة، ما عدا حمزة بن المغيرة، فقد خرج له مسلم، والمصنف، وابن ماجه فقط، وكلهم بصريون ما عدا المغيرة، وابنه فكوفيان.
وفيه رواية أربعة من التابعين، بعضهم عن بعض، سليمان، وبكر، والحسن، وحمزة، وفيه رواية الابن عن أبيه.
وفيه أن شيخ المصنف ممن اتفق الستة بالرواية عنه من دون واسطة، وهم تسعة، وقد تقدموا غير مرة، وفيه الإخبار، والتحديث، والعنعنة
وأما الإسناد الثاني: ففيه من اللطائف أنه من سداسياته، وفيه العلو لأن في الأول بين بكر وابن المغيرة الحسن، وهنا روى عن ابن المغيرة من دون واسطة، وفيه قوله: وهو ابن زريع، ولم يقل: ابن زريع، وذلك لأن شيخه لم ينسبه له، فلما أراد تبيين نسبه فصَّل ما زاده على شيخه