للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العوام من الاعتناء بصعود الجبل، وتوهّمهم أنه لا يصحّ الوقوف إلا فيه، فغلط، بل الصواب جواز الوقوف في كلّ جزء من أرض عرفات، وأن الفضيلة في موقف رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - عند الصخرات، فإن عجز فليقرب منه بحسب الإمكان.

قال: وأما عرفات فحدّها ما جاوز وادي عُرنة إلى الجبال القابلة مما يلي بساتين ابن عامر، هكذا نصّ عليه الشافعيّ، وجميع أصحابه. ونقل الأزرقيّ عن ابن عباس - رضي اللَّه تعالى عنهما - أنه قال: حدّ عرفات من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبال عرفات إلى وَصِيق -بفتح الواو، وكسر الصاد المهملة، وآخره قاف- إلى ملتقى وَصِيق وادي عرنة. وقيل في حدها غير هذا مما هو مقارب له. انتهى كلام النوويّ باختصار (١).

وكتب بعضهم: ما نصّه: وعرفة واد بين مزدلفة والطائف، يمتدّ من علمي عرفة إلى جبل عرفات الذي يحيط بالوادي من الشرق على هيئة قوس، وفي طرفه من الجنوب الطريق إلى الطائف، وفي طرفه من الشمال لسان يبرز إلى المغرب يسمّى جبل الرحمة، وسفحه الجنوبيّ هو حدّ عرفة الشمالي، وفي طرفه الغربيّ صخرة عالية هي موقف الخطيب، وفي أسفله مصلّى يُسمّى مسجد الصخرات، والمسافة من علمي عرفة إلى سفح جبل الرحمة تبلغ نحو كيلو متر ونصف كيلو. انتهى (٢). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٢٠٣ - (فَرْضُ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ)

٣٠١٧ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ, قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَتَاهُ نَاسٌ, فَسَأَلُوهُ عَنِ الْحَجِّ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «الْحَجُّ عَرَفَةُ, فَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ, قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ, مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ, فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ»).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (إسحاق بن إبرهيم) ابن راهويه الحنظليّ المروزيّ، ثقة ثبت [١٠] ٢/ ٢.


(١) - "شرح مسلم" ٨/ ٤١٤و ٤٢٢.
(٢) - انظر "فتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود" ٢/ ٤٠.