"يوم خيبر"، وخالفهم في ذلك عبد الوهّاب الثقفيّ، فرواه عن يحيى بن سعيد، عن مالك، عن الزهريّ، فقال: "يوم حُنين"، وهو خطأ من عبد الوهّاب؛ لأن الدارقطنيّ أخرجه من طريق آخر عن يحيى بن سعيد، فقال: "خيبر"، كما هو رواية الجمهور، وهو الصواب.
وقوله: "هكذا حدّثنا عبد الوهّاب من كتابه"، كأنه يشير إلى مخالفته لسائر الحّفاظ
الذين ضبطوا الرواية على أنها "يو خيبر"، لا "يوم حُنين"، كما ذكرنا بيانه آنفًا. والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق الكلام فيه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣٣٦٩ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: أَذِنَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِالْمُتْعَةِ, فَانْطَلَقْتُ أَنَا, وَرَجُلٌ, إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ, فَعَرَضْنَا عَلَيْهَا أَنْفُسَنَا, فَقَالَتْ: مَا تُعْطِينِي؟ فَقُلْتُ رِدَائِي, وَقَالَ صَاحِبِي رِدَائِي, وَكَانَ رِدَاءُ صَاحِبِي أَجْوَدَ, مِنْ رِدَائِي, وَكُنْتُ أَشَبَّ مِنْهُ, فَإِذَا نَظَرَتْ إِلَى رِدَاءِ صَاحِبِي أَعْجَبَهَا, وَإِذَا نَظَرَتْ إِلَيَّ أَعْجَبْتُهَا, ثُمَّ قَالَتْ: أَنْتَ وَرِدَاؤُكَ يَكْفِينِي, فَمَكَثْتُ مَعَهَا ثَلَاثًا, ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ اللاَّتِى يَتَمَتَّعُ, فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهَا»).
رجال هذا الإسناد: أربعة:
١ - (قتيبة) بن سعيد الثقفيّ البغلانيّ، ثقة ثبت [١٠] ١/ ١.
٢ - (الليث) بن سعد الإمام الحجة الفقيه المصريّ [٧] ٣١/ ٣٥.
٣ - (الربيع بن سَبرة) بن مَعْبَد، ويقال: ابن عَوْسَجَة الْجُهَنيّ المدنيّ، ثقة [٣]. وثّقه المصنّف، وابن حبّان، وقال العجليّ حجازيّ تابعيّ ثقة. روى له الجماعة، سوى البخاريّ، وله عند المصنّف في هذا الكتاب حديث الباب فقط.
٤ - (أبوه) سبرة بن معبد، أو ابن عَوْسَجة، صحابيّ، أول مشاهده الخَنْدَقُ، وكان ينزل ذا المروة، ومات بها في خلافة معاوية - رضي اللَّه تعالى عنهما -، تقدّم في -١٩/ ٣١٣٥. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من رباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو (١٧١) من رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنهم ما بين بَغْلاني، وهو شيخه، ومصري، وهو الليث، ومدنِييَّنِ، وهما الباقيان. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه. واللَّه تعالى أعلم.