للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذلك إما من النسائيّ، وإما من شيخه محمد بن رافع. واللَّه أعلم انتهى (١).

والحاصل أن رواية معمر كرواية عليّ بن المبارك "عن أبي الحسن"، فإشارة المصنف إلى وهمه ليس كما ينبغي، بل الوهم من غيره، إما منه، وإما من شيخه محمد ابن رافع. فليُتنبّه. واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: "ثم عَتَقَا" بفتح العين المهملة، والمثنّاة الفوقيّة، مبنيًّا للفاعل، فما وقع في نسخ "المجتبى"، و"الكبرى" من ضبطه بالقلم بضمّ العين، مبنيًّا للمفعول غلطٌ؛ لأن عَتَق فعل لازم، فلا يُبنى للمفعول، وأما قوله في الرواية السابقة: "فأُعتِقا" فإنه بالبناء للمفعول، لا غيرُ؛ لأنه رباعيّ متعدّ.

قال الفيّوميّ -رحمه اللَّه تعالى-: عَتَقَ العبدُ عَتقًا، من باب ضرب، وعَتَاقًا، وعَتَاقَةً- بفتح الأوائل، والعِتْقُ بالكسر اسم منه، فهو عاتقٌ، ويَتعدّى بالهمزة، فيُقال: أَعتقتُهُ فهو مُعتَقٌ على قياس الباب، ولا يتعدّى بنفسه، فلا يُقال: عَتَقْتُهُ، ولهذا قال في "البارع": لا يُقال: عُتِقَ العبدُ، وهو ثلاثي مبنيّ للمفعول، ولا أَعْتَقَ هو بالألف، مبنيًّا للفاعل، بل الثلاثي لازمٌ، والرباعيّ متعدّ، ولا يجوز عبدٌ معتوقٌ؛ لأن مجيء مفعول من أفعلتُ شاذٌّ، مسموعٌ، لا يُقاس عليه، وهو عَتِيقٌ فَعِيلٌ بمعنى مفعول، وجمعه عُتَقاء، مثلُ كَرَماء، وربّما جاء عِتَاقٌ، مثلُ كِرام، وأمةٌ عَتِيقٌ أيضًا بغير هاء، وربّما ثبتت، فقيل: عَتِيقةٌ، وجمعُها عَتَائق انتهى كلام الفيّوميّ (٢).

وقوله: "عمّن؟ " استفهام، أي عن أي شخص أخذت هذا؟، أعن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، أو عن غيره؟.

وقوله: "لقد حمل صخرة عظيمة" أراد بذلك إنكار ما جاء به من هذا الحديث. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٢٠ - (بَابٌ مَتَى يَقَعُ طَلَاقُ الصَّبِيِّ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: يحتمل أن يكون "باب" منوّنًا، أي هذا بابٌ يُذكر فيه متى يقع طلاق الصبيّ، ويحتمل أن يكون مضافًا إلى ما بعده؛ لقصده لفظه. واللَّه تعالى أعلم.


(١) "تحفة الأشراف" ٥/ ٢٧٤.
(٢) "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" ٢/ ٣٩٢.