للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٧٠٨ - (أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, قَالَ: حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيُّ (١) , أَنَّ أُمَّهُ ابْنَةَ رَوَاحَةَ, سَأَلَتْ أَبَاهُ بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ مِنْ مَالِهِ لاِبْنِهَا, فَالْتَوَى بِهَا سَنَةً, ثُمَّ بَدَا لَهُ, فَوَهَبَهَا لَهُ, فَقَالَتْ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ (٢) رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنَّ أُمَّ هَذَا, ابْنَةَ رَوَاحَةَ, قَاتَلَتْنِي عَلَى الَّذِي وَهَبْتُ لَهُ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «يَا بَشِيرُ, أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا؟» , قَالَ: نَعَمْ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «أَفَكُلُّهُمْ وَهَبْتَ لَهُمْ, مِثْلَ الَّذِي وَهَبْتَ لاِبْنِكَ هَذَا؟» , قَالَ: لَا, قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا, فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه: موسى بن عبد الرحمن بن سعيد بن مسروق الكنديّ المسروقيّ، أبي عيسى الكوفيّ، فقد تفرّد به هو، والترمذيّ، وابن ماجه، وهو ثقة، من كبار [١١] ٧٤/ ٩١.

و"أبو أسامة": هو حماد بن أسامة بن زيد القرشيّ مولاهم الكوفيّ. و"أبو حيّان": هو يحيى بن سعيد بن حيّان التيميّ الكوفيّ.

وقوله: "ابنة رواحة": هي واقدة النعمان بن بشير، عمرة بن رواحة بن ثعلبة الخزرجية، أخت عبد اللَّه بن رواحة الصِحابيّ المشهور. ووقع عند أبي عوانة من طريق عون بن عبد اللَّه أنهما بنت عبد اللَّه بن رواحة، والصحيح الأول، وبذلك ذكرها ابن سعد وغيره، وقالوا: كانت ممن بايع النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - من النساء، وفيها يقول قيس بن الخطيم- بفتح المعجمة-:

وَعَمْرَةُ مِنْ سَرَوَاتِ النِّسَاءِ … تنْفَحُ بِالْمِسْكِ أَرْدَانُهَا (٣)

وقوله: "فالتوى بها سنة" أي تثاقل، وأخّر بذلك سنة. وقد تقدّم رواية سنتين، عند ابن حبّان، ووجه الجمع بينهما بأنه كان زيادة على سنة، فتارة جبره، فقال: سنتين، وتارة ألغى الكسر، وقال: سنة.

وقوله: "قاتلتني على الذي وهبت له الخ" أي نازعتني كثيرًا، وألحّت عليّ في المطالبة به.

والحديث أخرجه مسلم، وسبق تمام البحث فيه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٧٠٩ - (أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ, عَنِ الشَّعْبِيِّ,


(١) سقط من بعض النسخ قوله: "ابن بشير الأنصاريّ".
(٢) وفي نسخة: "حتى يَشَهَدَ".
(٣) راجع "الفتح" ٥/ ٥٢٩ "كتاب الهبة".