للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٦١١ و"فضائل القرآن " ٥٠٥٧ و"استتابة المرتدّين" ٦٩٣٠ (م) في "الزكاة" ١٠٦٦ (٢) في "السنّة" ٤٧٦٧ و ٤٧٦٨ (أحمد) في "مسند العشرة" ٦١٧. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده: (١):

(فمنها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- هنا، وهو بيان حكم من شهر سيفه، ووضعه على المسلمين ظلمًا، وهو قتله، وذلك لأن الخوارج الذين ذُكروا في هذا الحديث قد وُصفوا بأنهم يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، وقد أمر النبيّ - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم - بقتلهم لذلك.

قال النوويّ عند قوله: "فإذا لقيتهم، فاقتلوهم الخ: هذا تصريح بوجوب قتل الخوارج، والبغاة، وهو إجماع العلماء، قال القاضي: أجمع أهل العلم على أن الخوارج، وأشباههم من أهل الباع، والبغي، متى خرجوا على الإمام، وخالفوا رأي الجماعة، وشقّوا العصا، وجب قتالهم بعد إنذارهم، والإعذار إليهم، قال اللَّه تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} الآية [الحجرات: ٩]، لكن لا يُجهّز على جريحهم، ولا يتّبع منهزمهم، ولا يُقتل أسيرهم، ولا تباح أموالهم، وما لم يخرُجوا عن الطاعة، وينتصبوا للحرب لا يُقاتلون، بل يُوعظون، وُيستتابون من بدعتهم،


(١) المراد الفوائد التي اشتملت عليها أحاديث قصّة الخوارج، سواء كان من حديث عليّ، أو من حديث أبي سعيد - رضي اللَّه تعالى عنهما -، وسواء كان من سياق المصنّف، أو سياق غيره كرواية البخاريّ لحديث أبي سعيد الخدريّ - رضي اللَّه تعالى عنه -، من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا سعيد الخدري، - رضي اللَّه عنه -، قال: بينما نحن عند رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهو يَقْسِمُ قَسْمًا، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول اللَّه، اعدل، فقال: "ويلك، ومن يعدِل إذا لم أعدل، قد خبتُ وخسرت، إن لم أكن أعدل"، فقال عمر: يا رسول اللَّه، ائذن لي فيه، فأضرب عنقه، فقال: "دعه، فإن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقون من الدين، كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة، يَنظُر إلى نَصْله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصَافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نَضِيِّه- وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قُذَذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة، تَدَردَر، ويخرجون على حين فرقة من الناس"، قال أبو سعيد: فاشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، وأشهد أن عليّ بن أبي طالب قاتلهم، وأنا معه، فَأَمَرَ بذلك الرجل، فالتُمِس، فأتي به حتى نظرت إليه، على نعت النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -الذي نعته.
و"النصل": حديدة السهم. والرَّصاف بالكسر: عصبه الذي يكون فوق مدخل النصل. و"النَّضِيّ النون، وضمها، وكسر المعجمة، وتشديد التحتانيّة: القدح بالكسر، وهو عُود السهم قبل أن يراش، ويُنصل. و"القُذّة" بضمّ القاف، وتشديد الذال المعجمة: رِيش السهم. واللَّه تعالى أعلم.