قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"عمّار بن رُزيق" -بتقديم الراء عَلَى الزاي، مصغّرًا-: الضبّيّ، أو التميميّ، أبو الأحوص الكوفيّ، لا بأس به [٨].
و"صعصعة بن صُوحان" -بضم الصاد المهملة، وبالحاء المهملة- ابن حُجْر بن الحارث بن هِجْرَس أبو عمر، ويقال: أبو طلحة، أو أبو عكرمة، العبديّ الكوفيّ أخو زيد، تابعيّ كبير، مخضرمٌ، فصيحٌ، ثقة [٢].
رَوَى عن عثمان، وعلي، وابن عباس، وشهد مع عليّ صِفِّين، وكان أميرا عَلَى بعض الصف، وعنه أبو إسحاق السبيعي، وابن بُريدة، والشعبي، ومالك بن عمير، والمنهال بن عمرو، وغيرهم. قَالَ النسائيّ: ثقة. وَقَالَ ابن سعد: كَانَ ثقة، قليل الْحَدِيث، توفي بالكوفة فِي خلافة معاوية. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، وَقَالَ: يخطيء. وذكره ابن عبد البرّ فِي "الصحابة"، وَقَالَ: كَانَ مسلما عَلَى عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يره، وكان سيدا، فصيحا، خطيبا، دَيِّنًا. وَقَالَ الشعبي: كنت أتعلم منه الْخُطَب. قَالَ الحافظ: ولعبد الله بن بريدة عنه رواية فِي "سنن أبي داود" فِي "كتاب الأدب" منه فِي "باب قول الشعر"، وأغفل ذلك المزي. رَوَى له المصنّف فِي هَذَا الكتاب هَذَا الْحَدِيث فقط.
وقوله:(قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أي النسائيّ (الَّذِي قَبْلَهُ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ) يعني الرواية السابقة التي هي منْ رواية أبي إسحاق، عن هُبيرة بن يرِيم، عن عليّ -رضي الله عنه- أرجح منْ هذه الرواية التي هي عن أبي إسحاق، عن صعصعة، عن عليّ -رضي الله عنه-، وإنما رجّح الرواية السابقة عَلَى هذه؛ لمحالفة عمّار بن رزيق للجماعة منْ أصحاب أبي إسحاق، فقد رَوَى هَذَا الْحَدِيث أبو الأحوص، وزكريا بن أبي زائدة، وزُهير بن معاوية الثلاثة عند المصنّف، وتابعهم شعبة عند أبي داود، فكلّهم رووه عن أبي إسحاق، عن هُبيرة، عن عليّ -رضي الله عنه-، فخالفهم عمّار بن رُزيق، فرواه عن أبي إسحاق، عن صعصعة، عن عليّ -رضي الله عنه-، فتكون روايته شاذّة، ورواية الجماعة هي المحفوظة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"إسحاق بن إبراهيم": هو ابن راهويه. و"عُبيد الله ابن موسى": هو ابن أبي المختار/ باذام الْعَبْسيّ أبو محمد الكوفيّ، ثقة، يتشيّع [٩].