رَوَى له مسلم، والمصنّف، وأبو داود هَذَا الْحَدِيث فقط، كرّره المصنّف أربع مرّات.
و"مالك بن عُمير" -بضم العين، مصغّرًا- الحنفيّ الكوفيّ، مخضرم أدرك الجاهليّة، رَوَى عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعن عليّ، وصعصعة بن صُوحان، ووالان (١) العجليّ، صاحب ابن مسعود. وروى عنه إسماعيل بن سُميع الحنفيّ، وعمّار بن معاوية الدهنيّ. وذكره يعقوب بن سُفيان فِي الصحابة. وَقَالَ ابن أبي حاتم، عن أبي زرعة: روايته عن عليّ مرسلة. وَقَالَ ابن القطّان: حاله مجهولة، وهو مخضرم. رَوَى له المصنّف، وأبو داود هَذَا الْحَدِيث فقط، كرره المصنّف أربع مرّات.
وقوله:"انهنا" بوصل الهمزة، وفتح الهاء: أمر منْ نهى ينهى، منْ باب سعى يسعى. وقوله:"عن الدبّاء": أي عن الانتباذ فِي الدبّاء، وهي القرعة. وقوله:"والحنتم" بفتح الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح التاء-: هي الجرار الْخُضْر، وقيل: غير ذلك، وَقَدْ تقدّم أن النهي عن الانتباذ فِي الدبّاء، والحنتم، ونحوهما منسوخ.
والحديث بهذا السند فيه مالك بن عُمير مجهول الحال، كما سبق آنفاً، لكنه صحيح بما سبق. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"عبد الرحمن بن إبراهيم": أبو سعيد الدمشقيّ لقبه دُحيم -مصغّرًا- ابن اليتيم، ثقة حافظ، متقنٌ [١٠]. و"مروان بن معاوية": هو الفزاريّ، أبو عبد الله الكوفيّ، نزيل مكة، ثم دمشق، ثقة حافظٌ، وكان يدلّس أسماء الشيوخ [٨].
والحديث تقدّم الكلام عليه فِي الذي قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.