للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحد المكثرين السبعة، وآخر منْ مات منْ الصحابة -رضي الله عنهما- بالبصرة. والله تعالى أعلم.

وحاصل ما أجاب به أنس -رضي الله عنه- منْ السؤال المذكور أن الدجال، وعذاب القبر ثابتان؛ لأن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يستعيذ منْ فتنة الدجال، وعذاب القبر، ولولا أنهما ثابتان لَمَا استعاذ منهما، وهو استدلالٌ واضح قويّ مقنع للغاية، والنصوص الواردة فِي إثبات كلّ منهما كثيرة، وَقَدْ عقد الإمام البخاريّ فِي "صحيحه" لكلّ منهما بابًا خاصًّا به، فعقد لعذاب القبر بابًا فِي "كتاب الجنائز" "باب ما جاء فِي عذاب القبر" ٨٦/ ١٣٦٩، وعقد للثاني بابا فِي "كتاب الفتن" "باب ذكر الدجال" ٢٧/ ٧١٢٢، فراجعه، وراجع ما كتبه الحافظ رحمه الله تعالى فِي شرحه الممتع "فتح الباري" ٣/ ٥٩٩ - ٦١٠، و١٤/ ٥٩٩ - ٦١٤، تستفد.

والحديث صحيح، وَقَدْ تقدّم البحث عنه مستوفًى قريبًا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

١٣ - (الاِسْتِعَاذَةِ مِنَ الْعَجْزِ)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "العجز" -بفتح العين المهملة، وسكون الجيم آخره زاي-: هو مصدر عَجَز، قَالَ الفيّوميّ رحمه الله تعالى: عَجَزَ عن الشيء عَجْزًا، منْ باب ضرب، ومَعْجَزَة بالهاء، وحذفها، ومع كل وجه فتح الجيم، وكسرها: ضعُف، وعَجِزَ عَجَزًا منْ باب تعب لغة لبعض قيس عيلانَ، ذكرها أبو زيد، وهذه اللغة غير معروفة عندهم. وَقَدْ رَوَى ابن فارس بسنده إلى ابن الأعرابيّ أنه قَالَ: لا يُقال: عجِز الإنسان بالكسر إلا إذا عظمت عَجِيزته. انتهى.

وَقَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: المراد بالعجز المتعوّذ منه هو عدم القدرة عَلَى الطاعات، وعن السعي فِي تحصيل المصالح الدينيّة، والدنيويّة. انتهى "المفهم" ٧/ ٣٤. والله تعالى أعلم بالصواب.

٥٤٦٠ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: لَا أُعَلِّمُكُمْ إِلاَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا، يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا، أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا